في بداية تعاملات الأسبوع، سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا تاريخيًا مدفوعة بقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة، بالإضافة إلى التلميحات المتزايدة حول إمكانية تبني المزيد من السياسات النقدية التيسيرية في المستقبل، الأمر الذي عزز مكانة المعدن النفيس كملاذ آمن للمستثمرين.
الذهب العالمي يحقق قفزة ويتجاوز 3700 دولار للأونصة لأول مرة
شهد سعر أونصة الذهب في الأسواق العالمية اليوم ارتفاعًا بنسبة 0.9%، مسجلًا مستوى قياسيًا جديدًا عند 3722 دولارًا للأونصة، بعد أن بدأ التداول عند 3687 دولارًا، ويتداول حاليًا عند 3718 دولارًا للأونصة، وفقًا لبيانات وتحليلات مؤسسة “جولد بيليون”.
يأتي هذا الصعود بعد أن أنهى الذهب الأسبوع الماضي بتحقيق مكاسب قوية، ليواصل ارتفاعه للأسبوع الخامس على التوالي، متجاوزًا بذلك الحاجز النفسي الهام عند 3700 دولار.
خفض الفائدة الأمريكية.. كلمة السر وراء صعود الذهب
يعزى هذا الارتفاع التاريخي في أسعار الذهب بشكل أساسي إلى استيعاب السوق للسياسة النقدية الجديدة التي يتبناها الفيدرالي الأمريكي، بعد قرار خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع الماضي.
كما أشار البنك المركزي الأمريكي إلى إمكانية الاستمرار في خفض الفائدة خلال الأشهر القادمة، وذلك بسبب ظهور مؤشرات على ضعف سوق العمل، مما يعزز التوقعات بتوجه السياسة النقدية نحو المزيد من التيسير، وهو ما يجعل الذهب خيارًا استثماريًا جذابًا في أوقات الاضطرابات.
توقعات ببلوغ الذهب مستوى 4000 دولار للأونصة
تتوقع المؤسسات المالية الكبرى أن يصل سعر الذهب إلى مستوى 4000 دولار للأونصة على المدى القصير إلى المتوسط، مدعومًا باستمرار عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية العالمية، وزيادة استثمارات صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب، مما يزيد من قوة الاتجاه الصعودي للمعدن.
المستثمرون يراقبون بيانات التضخم الأمريكية عن كثب
تتركز أنظار المستثمرين هذا الأسبوع على مجموعة من المؤشرات الاقتصادية الأمريكية الهامة، وعلى رأسها بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) المقرر صدوره يوم الجمعة، والذي يعتبر المقياس المفضل لدى الفيدرالي لتقييم معدلات التضخم.
بالإضافة إلى ذلك، ينتظر السوق سلسلة من التصريحات الهامة من قبل مسؤولين بارزين في الاحتياطي الفيدرالي، وعلى رأسهم رئيس البنك جيروم باول، والتي قد توفر إشارات إضافية حول مستقبل أسعار الفائدة والسياسات النقدية.
الذهب المحلي يتجاوز حاجز الـ 5000 جنيه للجرام لأول مرة
شهدت أسعار الذهب في السوق المحلي ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم، مدفوعة بالصعود القياسي في سعر الأونصة عالميًا، بالإضافة إلى الارتفاع التدريجي في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري في البنوك الرسمية.
سجل الذهب عيار 21، وهو الأكثر تداولًا في السوق المصرية، سعر 5015 جنيهًا للجرام عند افتتاح تعاملات اليوم الاثنين، قبل أن يصل إلى أعلى مستوى تاريخي له عند 5020 جنيهًا للجرام، ليستقر عند 5015 جنيهًا حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
وكان الذهب قد أنهى تعاملات أمس على ارتفاع طفيف قدره 3 جنيهات، عند 4970 جنيهًا للجرام، مما يعكس القفزة الكبيرة التي شهدها السوق اليوم.
ارتفاع الدولار.. عامل مؤثر في تسعير الذهب المحلي
يعتمد تسعير الذهب في السوق المحلي بشكل أساسي على عاملين رئيسيين هما: السعر العالمي للأونصة، وسعر صرف الدولار مقابل الجنيه، ومع ارتفاع كلا العاملين اليوم، كان من المتوقع أن تشهد أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفاعات قياسية غير مسبوقة.
السوق في انتظار المزيد من التحركات
يترقب السوق خلال الفترة القادمة المزيد من التحركات في أسعار الذهب، خاصة مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن مستقبل السياسة النقدية في الولايات المتحدة، وتزايد التوقعات بإجراء خفضين إضافيين لأسعار الفائدة خلال شهري أكتوبر وديسمبر القادمين، بنسبة احتمال تبلغ 93% و81% على التوالي.
في ضوء هذه التطورات، يزداد اهتمام المستثمرين بمتابعة تحركات أسعار الذهب، وتحليل المؤشرات الاقتصادية التي قد تؤثر على مساره المستقبلي، لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.