
في عالمنا المعاصر الذي يزداد تعقيدًا، تبرز أهمية التعبير الصحي عن مشاعرنا كحاجة أساسية، خاصة في العلاقات الإنسانية المبنية على التفاهم والاحترام المتبادل، وكما يقال “لسانك حصانك، إن صنته صانك، وإن هنته هانك”، فالكلمات تعكس شخصية قائلها وتعود عليه بالخير أو الأذى، وغالبًا ما نواجه مواقف تملؤنا بالحزن، الغضب أو الإحباط، ولكننا نتردد في الإفصاح خشية إيذاء أنفسنا أو الآخرين، إلا أن كبت المشاعر ليس حلاً، بل قد يحول التراكمات البسيطة إلى أزمات معقدة، فالسؤال الذي يطرح نفسه: كيف نعبر عن مشاعرنا بصدق واحترام، دون إلقاء اللوم على الطرف الآخر أو تحميله الذنب؟ فيما يلي، يستعرض اليوم السابع خمس خطوات عملية لمساعدتك في التعبير عن مشاعرك بصدق واحترام، دون أن تؤذي من تحب، استنادًا إلى ما نشره موقع “extension”
### أولًا: فهم المشاعر بعمق
قبل الشروع في الحديث، خصص وقتًا كافيًا لفهم مشاعرك الحقيقية، اسأل نفسك: هل أنا غاضب، حزين، قلق أم أشعر بالخذلان؟ تحديد نوع الشعور يساعدك في التحكم بنبرة صوتك واختيار الكلمات المناسبة، وإذا شعرت بأن الغضب يسيطر عليك، فمن الأفضل الانتظار حتى تهدأ، ثم التحدث بهدوء دون انفعال، تذكر أن الهدف هو الوصول إلى حل، وليس تفريغ الغضب على الطرف الآخر
### ثانيًا: اختيار الوقت والمكان المناسبين للحوار
ليس كل وقت هو الأمثل لفتح نقاش عاطفي، لذا حاول اختيار لحظة يكون فيها الطرفان هادئين ومتفرغين، بعيدًا عن الضغوط والانشغالات، لا تؤجل الحديث حتى تتراكم المشاعر، ولا تفاجئ الطرف الآخر بموضوع حساس في وقت غير مناسب، فالتوقيت الجيد يمهد الطريق لحوار ناجح وفعال
### ثالثًا: التحدث بصيغة “أنا أشعر…” بدلًا من “أنت السبب…”
ركز على استخدام عبارات تبدأ بـ”أنا أشعر…” مثل: “أنا أشعر بالحزن عندما يحدث كذا”، بدلًا من العبارات الاتهامية مثل: “أنت دائمًا تهملني”، هذه الطريقة تضع مسؤولية المشاعر عليك دون توجيه اللوم، مما يقلل من ردة فعل الطرف الآخر ويفتح المجال للتفاهم والحوار البناء
### رابعًا: التمييز بين المشاعر والآراء أو الأحكام
في بعض الأحيان، نعتقد أننا نعبر عن مشاعرنا، بينما نحن في الواقع نعبر عن أحكامنا أو آرائنا عن الآخرين، فمثلاً، قولك: “أشعر أنك لا تهتم” ليس تعبيرًا عن شعور، بل هو حكم على الطرف الآخر، ركز على ما تشعر به أنت داخليًا، وليس على ما تظنه نية أو تصرف من الطرف الآخر
### خامسًا: اقتراح حلول والاستماع بإنصاف
لا يكفي التعبير عن مشاعرك، بل من الأفضل تقديم حلول تساعدكما على تجاوز الموقف، شارك الطرف الآخر بما تتمنى أن يتحقق، واستمع بدوره لما يحتاجه هو أيضًا، عندما يتحول الحوار إلى سعي مشترك لإيجاد حل، يصبح التواصل أكثر دفئًا، وتتبنى الثقة والاحترام بينكما