يلاحظ الأهل أحيانًا على أطفالهم علامات القلق وعدم الارتياح، مثل رفض المشاركة في الأنشطة المختلفة، أو تجنب التجمعات العائلية والصداقات، ولتوضيح أسباب هذه المخاوف، تشير بسمة سليم، اختصاصية علم النفس الإكلينيكي وتعديل السلوك، إلى أهمية تحديد مصدر الخوف لدى الطفل أولاً، ثم التعامل معه بشكل مناسب، وتوضح الأسباب الشائعة التي تثير الخوف لدى الأطفال:
حرمان الطفل
قد تلجأ بعض الأمهات إلى حرمان أطفالهن من الألعاب، أو الأنشطة الرياضية، أو حتى وجبات الطعام الأساسية، كرد فعل مباشر على سلوك خاطئ، دون توعية أو شرح للأسباب، هذا الأسلوب المفاجئ وغير المدروس يمكن أن يخلق شعورًا عميقًا بالخوف لدى الطفل.
تهديد الطفل
تستخدم بعض الأمهات عبارات تهديد لترهيب الأطفال وثنيهم عن العناد، مثل التهديد بشخصيات مخيفة وهمية، أو الحبس في غرفة مظلمة، هذه التهديدات المتعمدة تزرع الخوف والقلق في نفس الطفل.
التنمر على الطفل
التنمر يزعزع ثقة الطفل بنفسه، ويدفعه إلى الابتعاد عن الآخرين لتجنب الإساءة والكلمات الجارحة، هذا الانسحاب يؤدي إلى الانطواء والخوف من التواصل الاجتماعي مع مرور الوقت.
العنف الأسري
المشاحنات المستمرة بين الوالدين، والشجار الذي يتصاعد إلى العنف الجسدي أو اللفظي، يخلق بيئة منزلية مليئة بالتوتر والخوف، مما يؤثر سلبًا على نفسية الطفل.
مشاهدتهم لأفلام الرعب
تعريض الأطفال لأعمال تلفزيونية غير مناسبة لأعمارهم، والتي تحتوي على مشاهد عنف ورعب، يؤدي إلى شعورهم الدائم بعدم الأمان والخوف.
الاستماع لمعاملات سابقة
عندما يسمع الأطفال قصصًا عن تعرض أقرانهم للعنف، أو التهديد، أو العقاب القاسي، فإن ذلك يؤثر عليهم سلبًا ويولد لديهم الخوف، وتؤكد اختصاصية تعديل السلوك أن الحل يكمن في تبني الوالدين أساليب إيجابية لمساعدة أطفالهم على التغلب على هذه المخاوف، ومن هذه الأساليب:
شعورهم بالأمان العاطفي
يجب على الآباء توفير بيئة آمنة عاطفيًا لأطفالهم، من خلال التواصل الهادئ، واللمسات الحنونة، وإشعارهم بالحب والأمان.
توضيح الأخطاء
من الضروري التحدث مع الطفل بأسلوب بسيط وواضح حول الخطأ الذي ارتكبه قبل معاقبته، والبحث عن حلول مناسبة، والتأكيد على أن العقاب مرتبط بالخطأ.
مشاركة الخوف
مناقشة الأطفال بهدوء لمعرفة أسباب خوفهم، يساعد الآباء على فهم مصدر القلق والوصول إلى طريقة إيجابية للتخلص من هذا الشعور.
تقديم الدعم
تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم وتشجيعهم، من خلال التحدث عن مميزاتهم، واستعادة الذكريات السعيدة، وسرد القصص المناسبة لأعمارهم، وقضاء وقت ممتع معهم، يساهم في التخلص من الخوف وتعزيز السلوكيات الإيجابية.