تواجه شركة غوغل، التابعة لعملاق التكنولوجيا ألفابت، تحديًا كبيرًا في محاولتها لتجنب بيع إجباري لجزء من أنشطتها في سوق الإعلانات الرقمية، وذلك في أحدث فصول مواجهتها مع السلطات الأميركية المعنية بمكافحة الاحتكار، حيث تنطلق المحاكمة في ولاية فرجينيا يوم الاثنين.
تعتبر هذه المحاكمة فرصة ذهبية بالنسبة للحكومة الأميركية لتقويض ما وصفته قاضية بأنه هيمنة احتكارية تمارسها غوغل، وذلك بعد خسارة الشركة لمعركة مماثلة في وقت سابق من الشهر الحالي، والتي كانت تهدف لإجبارها على التخلي عن متصفحها الشهير كروم.
يشد انتباه الناشرين على الإنترنت والمطورين المنافسين في مجال تكنولوجيا الإعلانات إلى هذه القضية عن كثب، حيث أن بعضهم قد رفع دعاوى قضائية منفصلة ضد غوغل للمطالبة بتعويضات عن الأضرار التي لحقت بهم، وفقًا لتقرير رويترز.
تسعى وزارة العدل الأميركية، بالتعاون مع تحالف من الولايات، لإجبار غوغل على بيع منصة تبادل الإعلانات “AdX”، حيث يدفع ناشرو الإعلانات الرقمية رسومًا تصل إلى 20% لشركة غوغل مقابل عرض إعلاناتهم في مزادات تجري لحظة تحميل المستخدمين لمواقع الويب، كما تطالب الحكومة أيضًا بجعل الآلية التي تحدد الفائز في هذه المزادات مفتوحة المصدر.
أصدرت قاضية المحكمة الجزئية ليوني برينكيما، التي سترأس جلسات المحاكمة، حكمًا في شهر أبريل الماضي يقضي بأن غوغل تمارس احتكارات غير قانونية في مجال تكنولوجيا الإعلان عبر الإنترنت، وبعد انتهاء المحاكمة هذا الأسبوع، ستتخذ القاضية قرارًا بشأن الإجراءات التي ستُفرض على الشركة بناءً على هذا الحكم.
موقف غوغل وتطلعاتها
تأمل غوغل أن تتبنى القاضية برينكيما نفس النهج الحذر الذي اتبعه قاضٍ آخر في واشنطن، عندما رفض مؤخرًا معظم مقترحات وزارة العدل في قضية منفصلة تتعلق باحتكار غوغل لسوق البحث عبر الإنترنت، وتجادل غوغل بأن اقتراح وزارة العدل غير قابل للتنفيذ من الناحية الفنية، وقد يؤدي إلى حالة من عدم اليقين طويلة الأمد لكل من المعلنين والناشرين.
عرض سابق وتغييرات مقترحة
تشير التقارير إلى أن غوغل قد عرضت سابقًا بيع “AdX” خلال مفاوضات خاصة لإنهاء تحقيق في مكافحة الاحتكار من قبل الاتحاد الأوروبي، وفقًا لما ذكرته رويترز في العام الماضي، ومن المتوقع أن تظهر الدراسات الداخلية التي أجرتها غوغل حول هذا البيع المحتمل في محاكمة هذا الأسبوع، وبدلاً من بيع “AdX”، تقترح غوغل الآن تغيير سياساتها لتسهيل استخدام الناشرين ودعم المنصات المنافسة، إلا أن وزارة العدل الأميركية ترى أن هذه الإجراءات وحدها لا تكفي لاستعادة المنافسة العادلة.
شهود رئيسيون في المحاكمة
من المتوقع أن يشهد في المحاكمة عدد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك مسؤول تنفيذي سابق في شركة نيوز كورب، بالإضافة إلى مسؤولين تنفيذيين من ديلي ميل وأدفانس لوكال، وهي الشركة التي تدير وسائل إعلام إخبارية محلية في ثماني ولايات أميركية.