في نبأ هزّ الأوساط الدينية والعالم الإسلامي، أعلنت المملكة العربية السعودية، اليوم الثلاثاء، عن رحيل سماحة المفتي العام للمملكة، الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، الذي تولى هذا المنصب الرفيع في 14 مايو/ أيار 1999، خلفًا للشيخ عبد العزيز بن باز، رحمه الله.
في بيان رسمي، نعى الديوان الملكي السعودي الفقيد، قائلًا: “انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم الثلاثاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ المفتي العام للمملكة، ورئيس هيئة كبار العلماء، والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، ورئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي”.
وأضاف البيان: “سيصلى على سماحة المفتي في جامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض بعد صلاة العصر اليوم”، ومشيراً إلى أن “خادم الحرمين الشريفين وجه بأن تقام عليه صلاة الغائب أيضا في المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة وجميع مساجد المملكة بعد صلاة العصر اليوم”.
وأكد الديوان الملكي أن “المملكة والعالم الإسلامي فقدوا بوفاته عالما جليلا أسهم بجهود كبيرة في خدمة العلم والإسلام والمسلمين”.
وعبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ من مواليد عام 1943، وهو عالم سعودي جليل، ومفتي المملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء والبحوث العلمية والإفتاء، وينتمي إلى أسرة كريمة، فهو من أحفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله، كما أنه الخطيب السادس من خطباء عرفة في العهد السعودي المبارك، وقد استمر في خطابة الحجيج في مسجد نمرة لمدة 35 عامًا، من 1982 إلى 2015، ليصبح بذلك أطول خطيب يخطب في عرفة على مدار تاريخ أمة الإسلام.
مسيرة حافلة بالعطاء
لقد كانت حياة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حافلة بالعطاء والإنجازات، حيث أفنى عمره في خدمة الدين الإسلامي الحنيف، ونشر العلم والمعرفة، وكان مرجعًا للمسلمين في جميع أنحاء العالم، يقدم لهم الفتاوى والإرشادات، ويساهم في حل المشكلات والقضايا التي تواجههم، كما كان له دور بارز في تعزيز الوحدة الإسلامية، والدفاع عن قضايا الأمة.
فقدان عالم جليل
برحيل الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، فقد العالم الإسلامي قامة علمية شامخة، ورجلًا من رجالاته المخلصين، الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ الأمة، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الأجيال، وإرثه العلمي والفكري نبراسًا يضيء الدرب للأجيال القادمة، رحم الله الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.