
غيب الموت الفنان القدير لطفي لبيب صباح يوم الأربعاء، بعد معاناة طويلة مع المرض، منهياً بذلك رحلة عطاء فني زاخرة بالإبداع والأعمال المتميزة، والتي أثرت المشهد الثقافي المصري والعربي، وستبقى خالدة في ذاكرة محبيه، ومحبي الفن الأصيل في كل مكان
موعد ومكان الجنازة
من المقرر أن يشيع جثمان الفنان الراحل ظهر يوم الخميس من كنيسة مار مرقس بمنطقة مصر الجديدة، بحضور حشد كبير من الفنانين والإعلاميين ومحبي الفنان، لوداعه إلى مثواه الأخير، وتقديم واجب العزاء لأسرته ومحبيه، والتعبير عن تقديرهم لمسيرته الفنية، وإسهاماته القيمة في عالم الفن والترفيه
مسيرة فنية حافلة
تميز لطفي لبيب بمسيرة فنية طويلة وغنية، حيث شارك في ما يقرب من 400 عمل فني متنوع بين السينما والتلفزيون والمسرح، على الرغم من أن بداياته الفنية تأخرت نسبياً بسبب التحاقه بالجيش المصري لمدة 6 سنوات، ثم سفره إلى الخارج لمدة 4 سنوات، إلا أنه استطاع أن يقتحم عالم الفن بقوة في بداية ثمانينيات القرن الماضي، ويحقق نجاحاً وشهرة واسعة، بفضل موهبته الفذة، وحضوره المميز
كواليس مثيرة في “رأفت الهجان”
تحفل مسيرة الفنان الراحل بالعديد من الكواليس والقصص المثيرة، لعل من أبرزها ما رواه عن مشاركته في مسلسل “رأفت الهجان”، رغم عدم ذكر اسمه في شارة العمل، حيث كشف عن تفاصيل هذه المشاركة في لقاء تلفزيوني، مؤكداً أنه قام بتجسيد إحدى الشخصيات في المسلسل، الذي قام ببطولته النجم محمود عبد العزيز وعرض في نهاية الثمانينيات، ولكنه طلب حذف اسمه من شارة العمل لأسباب شخصية
وأوضح لطفي لبيب أن المخرج يحيى العلمي طلب منه أداء دور شخصية يهودية كانت تعيش في مصر قبل هجرتها، وبعد تجسيد الدور، شعر الفنان بعدم الارتياح، فطلب من المخرج حذف اسمه من شارة العمل، وهو ما وافق عليه المخرج تقديراً لرغبته، وتفهماً لموقفه
“السفارة في العمارة”.. دور لا يُنسى
يُعتبر دور السفير الإسرائيلي الذي أداه لطفي لبيب في فيلم “السفارة في العمارة” من أشهر وأبرز أدواره على الإطلاق، حيث جسد الشخصية ببراعة وإتقان، وأضاف إليها لمسة كوميدية مميزة، جعلت الدور خالداً في ذاكرة المشاهدين، ومحط إعجاب وتقدير النقاد
وكشف مخرج الفيلم، عمرو عرفة، عن كواليس ترشيح لطفي لبيب لهذا الدور، مؤكداً أن الفنان عادل إمام هو من رشحه، وأنه في البداية كان متخوفاً من هذا الترشيح، بسبب الطابع الكوميدي المعروف عن لطفي لبيب، ولكنه فوجئ بمدى الجدية والاحترافية التي أظهرها الفنان الراحل في تجسيد الشخصية، وتقمصه لها بشكل كامل
وأشار المخرج إلى أن إعجابه بأداء لطفي لبيب دفعه إلى زيادة مشاهده في الفيلم، ومن بينها مشهد “التورتة” الشهير، الذي أظهر احتفال السفير الإسرائيلي بعيد ميلاد بطل الفيلم، وأضاف لمسة كوميدية رائعة للعمل