
تصدر اسم الكابتن حسن شحاتة، النجم الأسطوري للكرة المصرية، عناوين الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي، بعد الإعلان عن تعرضه لعارض صحي استدعى تدخلًا جراحيًا عاجلًا في الساعات القليلة الماضية، مما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط الرياضية.
سادت حالة من الترقب والقلق أرجاء الوسط الرياضي والإعلامي المصري، فالجميع يعلم أن “المعلم” يمثل قامة شامخة في تاريخ كرة القدم المصرية، وذلك بفضل الإنجازات التي حققها سواء كان لاعبًا مدهشًا أو مدربًا فذًا، فهو بحق أسطورة مصرية تستحق كل التقدير.

اقرأ أيضا: الزمالك في ورطة .. الجزيري يطلب مليون و250 ألف مبروك
النشأة والبدايات
في التاسع عشر من يونيو عام 1947، كانت مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة على موعد مع ميلاد نجم، هو حسن شحاتة، الذي عشق كرة القدم منذ نعومة أظفاره، فانضم إلى ناشئي نادي كفر الدوار قبل أن يسطع نجمه وينتقل إلى صفوف نادي الزمالك العريق في نهاية ستينيات القرن الماضي.
مسيرة حسن شحاتة كلاعب
بدأت رحلة التألق الكروي لحسن شحاتة مع نادي الزمالك عام 1966، إلا أن الظروف الصعبة التي فرضتها حرب 1967 أجبرته على التوقف مؤقتًا، ثم كانت محطته التالية في الدوري الكويتي، حيث انضم إلى نادي كاظمة الكويتي بين عامي 1968 و1971، وهناك حقق نجاحات لافتة جذبت إليه أنظار مسؤولي الزمالك من جديد.
عاد شحاتة إلى بيته الأول، الزمالك، لتبدأ حقبة جديدة من التألق والنجومية، فقد تميز بمهاراته الفائقة، ورؤيته الثاقبة في وسط الملعب، بالإضافة إلى تسديداته المتقنة وقدرته على صناعة اللعب ببراعة، مما جعله نجمًا لا يضاهى.

خلال مسيرته كلاعب
- سجل أكثر من 70 هدفًا بقميص الزمالك.
- شارك في كأس الأمم الإفريقية 1974 وسجل هدفًا في مرمى زائير.
- اختير كأفضل لاعب في بطولة إفريقيا عام 1974.
- قاد الزمالك للفوز بعدد من البطولات المحلية.
تجربته مع منتخب مصر كلاعب.
ارتدى حسن شحاتة قميص منتخب مصر منذ بداية السبعينيات وحتى مطلع الثمانينيات، وبرز كقائد داخل الملعب، وكان ركيزة أساسية في تشكيلة الفراعنة، ولكن لسوء الحظ، لم يتمكن المنتخب من تحقيق إنجازات قارية كبيرة في تلك الفترة.
بداية التحول إلى التدريب
بعد أن أسدل الستار على مسيرته كلاعب، اتجه حسن شحاتة إلى عالم التدريب، فبدأ مع فرق الشباب في الزمالك، ثم انتقل لتدريب فرق الدرجة الثانية، مثل نادي المنيا، وأظهر كفاءة عالية، مما أهله لتولي مسؤولية تدريب فرق في الدوري الممتاز.
المجد مع المقاولون العرب
في أواخر التسعينيات، تولى حسن شحاتة مهمة تدريب نادي المقاولون العرب، وهناك بدأ في بناء فريق شاب متميز أعاد النادي إلى منصات التتويج، فقاد المقاولون للفوز ببطولة كأس مصر عام 2003، على حساب الأهلي، ثم الفوز بالسوبر المصري على حساب الزمالك، وهو إنجاز لم يكن مألوفًا لفريق خارج قطبي الكرة المصرية.
لقد أسس شحاتة بفكره التدريبي مدرسة جديدة تعتمد على الكرة الجماعية وإعطاء الفرصة للمواهب الشابة، ليصبح المقاولون العرب فريقًا يثير الرعب دائمًا في المسابقات الكبرى.
العصر الذهبي مع منتخب مصر
في عام 2004، كانت نقطة التحول الأهم في تاريخ الكرة المصرية، عندما تولى حسن شحاتة تدريب منتخب مصر الأول خلفًا للإيطالي ماركو تارديللي، فبدأ “المعلم” في تكوين جيل جديد من اللاعبين الموهوبين، أمثال محمد أبو تريكة، وعمرو زكي، وعصام الحضري، وأحمد حسن، ووائل جمعة، وغيرهم.
ثلاثية كأس الأمم الإفريقية
لقد حقق شحاتة إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق في القارة السمراء، عندما قاد منتخب مصر للفوز بثلاثة ألقاب متتالية في كأس الأمم الإفريقية:
- كأس الأمم الإفريقية 2006 (في مصر).
- كأس الأمم الإفريقية 2008 (في غانا).
- كأس الأمم الإفريقية 2010 (في أنغولا).
بهذا الإنجاز، أصبح أول مدرب في تاريخ إفريقيا يحقق هذه الثلاثية التاريخية، وقدم منتخب مصر تحت قيادته أداءً استثنائيًا ومبهرًا، مما جعله يحتل المرتبة التاسعة عالميًا في تصنيف الفيفا عام 2010.
إنجازات وأرقام مميزة مع المنتخب.
- أكثر مدرب مصري فاز ببطولات قارية.
- سجل أكثر من 19 مباراة متتالية دون خسارة في البطولات الإفريقية.
- لم يخسر أمام أي منتخب إفريقي في البطولات الرسمية.
- صنع جيلًا ذهبيًا من اللاعبين ما زال يُضرب به المثل حتى اليوم.
بعد المنتخب.. محطات قصيرة
بعد انتهاء مسيرته التدريبية مع منتخب مصر في عام 2011، تولى حسن شحاتة تدريب العديد من الأندية، منها:
- الزمالك (لفترة قصيرة).
- العربي القطري.
- الدفاع الحسني الجديدي المغربي.
- المقاولون العرب مرة أخرى.
لكنه لم يتمكن من تحقيق النجاح الباهر الذي حققه مع منتخب مصر، مما دفعه إلى الابتعاد تدريجيًا عن التدريب والتركيز على التحليل الرياضي.
حسن شحاتة والكرة الحديثة
على الرغم من ابتعاده عن مجال التدريب، إلا أن حسن شحاتة ما زال حاضرًا بقوة في الأوساط الكروية، وذلك بفضل آرائه الجريئة وانتقاداته الصريحة لطريقة إدارة الكرة المصرية، وهو دائمًا ما يطالب بتطوير قطاع الناشئين والبنية التحتية لكرة القدم في مصر.
الأزمة الصحية الأخيرة
في الساعات الأخيرة، أعلنت مصادر مقربة من أسرة الكابتن حسن شحاتة عن تعرضه لوعكة صحية مفاجئة استدعت إجراء عملية جراحية دقيقة، وحتى الآن لم يتم الكشف عن تفاصيل حالته الصحية، ولكن وفقًا للمصادر، فقد تكللت العملية بالنجاح وحالته مستقرة الآن.
وقد انهالت الدعوات بالشفاء العاجل من نجوم الرياضة والإعلام والجماهير، تقديرًا لما قدمه “المعلم” لكرة القدم المصرية على مدار أكثر من خمسين عامًا من العطاء المتواصل.
في الختام، سيظل حسن شحاتة رمزًا شامخًا في تاريخ كرة القدم المصرية، سواء في ملاعب الزمالك أو على مقاعد التدريب مع منتخب مصر، فمسيرته الملهمة، وأخلاقه الرفيعة، وإنجازاته التاريخية تجعله قدوة ومحل احترام لجميع الأجيال، وفي هذه الأوقات الصعبة، تتحد الجماهير المصرية خلفه بالدعاء له بالشفاء العاجل والعودة السريعة إلى كامل صحته وعافيته.
تنويه.. إذا وجدت هذا الخبر على شبكة تواصل الإخبارية أعلم أنه مسروق من موقع الحرية.