مذكرات طفلة صينية مفقودة بنيوزيلندا تتحول إلى جدار للذكرى ورسائل أمل من السياح

تحولت مذكرات طفلة صينية صغيرة، فُقدت بالصدفة في موقع سياحي خلاب بنيوزيلندا، إلى دفتر رسائل يوقع فيه السياح من مختلف أنحاء العالم، لتنسج بذلك قصة إنسانية مؤثرة. بدأت هذه الحكاية عندما زارت زي هاندونج، البالغة من العمر 6 سنوات من مدينة شنتشن بجنوب الصين، بحيرة تيكابو مع عائلتها في يناير الماضي، وكتبت زي في الصفحة الأولى من دفترها الأزرق عن تجربتها مع الأحرف الصينية والبينيين، وسجلت تفاصيل يومها في 31 يناير 2025، قبل أن تنسى دفترها وتغادر المكان دون أن تنتبه لمصيره.

دفتر يتحول إلى قصة عالمية

بعد مغادرة الأسرة، اكتشف أحد السياح الصينيين الدفتر المنسي وكتب رسالة مؤثرة تمنى فيها أن تعود الطفلة لاستعادته، ثم تلاها رسائل أخرى من زوار مختلفين عبروا عن شكوكهم في إمكانية عودة الدفتر إلى صاحبته الصغيرة، وسرعان ما تحول الدفتر إلى محور سباق تتابع شيق بين السياح الذين بحثوا عنه عمدًا أثناء زيارتهم للمكان الخلاب، ومع مرور الوقت، بات دفتر الملاحظات لوحة رسائل عالمية تضم عبارات ودية وأمنيات طيبة من أشخاص قادمين من الصين ودول أخرى، وتنوعت هذه الرسائل بين الدعاء للصغيرة هاندونج والتعبير عن حب نيوزيلندا، وذلك وفقًا لما نقلته صحيفة SCMP.

حماية المذكرات وانتشارها على الإنترنت

مع تزايد الاهتمام والتعاطف، قام أحد السياح بوضع الدفتر بعناية داخل كيس بلاستيكي وأخفاه تحت صخور أسفل مقعد خشبي للحفاظ عليه من العوامل الجوية، وسرعان ما انتشرت القصة والصور بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي في الصين، مما لفت انتباه والدة زي، السيدة لي منغ، التي أوضحت أن المذكرات لم تكن سوى واجب مدرسي في عطلة الشتاء فقدته ابنتها بعد كتابة صفحة واحدة فقط، وأعربت الأم عن امتنانها العميق لكل من ترك رسالة، وتمنت أن يعود الدفتر إلى العائلة، وبالفعل، قامت سيدة صينية مقيمة في بحيرة تيكابو بأخذ الدفتر في شهر مايو، وأرسلته إلى الصين حيث استقبلته العائلة بفرح شديد وصل إلى حد التفكير في تأطيره ليظل ذكرى خالدة.

إرث سياحي ودفاتر جديدة

لم تتوقف القصة عند عودة الدفتر الأصلي، بل تحولت إلى تقليد جديد وملهم، حيث ترك سياح آخرون دفاتر ملاحظات مشابهة في نفس الموقع، واليوم، يوجد 8 دفاتر أخرى مخبأة بعناية تحت الصخور، في انتظار من يكتب فيها رسالته أو أمنيته، وأصبح البحث عنها بمثابة لعبة ممتعة تشبه البحث عن الكنز بالنسبة للزوار، فيما عبر البعض عن رغبتهم في أن يتم جمع هذه الدفاتر وحمايتها من قبل المؤسسات الثقافية لتوثيق هذه الظاهرة الفريدة.

واعتبر متابعون عبر الإنترنت أن هذه القصة تشبه الحكايات الخيالية، خاصة بعد أن أعلن ناشر صيني اهتمامه بتحويلها إلى كتاب يوثق هذه التجربة الإنسانية العابرة للثقافات، وأكدت والدة زي أن العائلة تخطط لزيارة نيوزيلندا مرة أخرى عندما يكبر أطفالها، لتستكمل بذلك فصول قصة بدأت بصدفة جميلة وتحولت إلى إرث عالمي من الأمل والترابط الإنساني.