
عادت سوق الأسهم السعودية إلى التراجع في تعاملات صباح اليوم الخميس، متجهة نحو تسجيل خامس خسائرها الشهرية خلال العام الحالي، وذلك في ظل استمرار ضعف قيم التداول على الرغم من موسم إعلانات نتائج الأعمال الإيجابي,
شهد المؤشر العام للسوق السعودية “تاسي” انخفاضاً بنسبة 0.5% في بداية التعاملات، مما يشير إلى اتجاهه لتسجيل خسائر تقارب 3% خلال الشهر الحالي، متأثراً بتراجع أسهم شركات كبرى مثل مصرف الراجحي، وأكوا باور، وسابك، وشركة الاتصالات السعودية (stc)، على الرغم من الارتفاع الطفيف الذي شهده سهمي أرامكو والبنك الأهلي,
### تحديات السيولة وتأثير العوامل الخارجية
ترى ماري سالم، المحللة المالية لدى “الشرق”، أن ضعف السيولة لا يزال التحدي الأكبر الذي يواجه السوق، حيث أن تدوير المستثمرين للأسهم في المحافظ المالية يزيد من الضغوط ويؤدي إلى التراجعات,
وأضافت أن النتائج المالية للشركات وحدها لا تكفي لتحريك السوق، خاصة وأن البورصة السعودية أصبحت مرتبطة بشكل كبير بالعوامل الخارجية، ولها أوزان في المؤشرات العالمية، مما يجعل تأثير المستثمرين الأجانب والمؤسسات أمراً لا يمكن تجاهله,
### هل من الممكن انعكاس المسار؟
يرى المحللون أن مستوى 10700 نقطة يمثل نقطة دعم محورية قد تعيد السوق إلى الاتجاه الصاعد، بينما يشير محمد زيدان، المحلل المالي الأول في “الشرق”، إلى أن السوق حاولت مراراً وتكراراً التماسك حول مستوى 11 ألف نقطة، لكنها لم تنجح في الحفاظ عليه,
وأضاف زيدان أن السوق قد تجد فرصة اليوم لتجاوز مستوى 11 ألف نقطة، مدعومة بتحسن أسعار النفط والتوجه التيسيري من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، ويرى أنه سيكون من الإيجابي أن يغلق السوق اليوم فوق متوسط 50 يوماً عند 11050 نقطة,
يذكر أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد أبقى على أسعار الفائدة في الولايات المتحدة دون تغيير، على الرغم من ضغوط الرئيس ترمب لتخفيضها، وهو ما يؤثر سلباً على أسهم القطاع المصرفي والشركات ذات المديونية العالية، حيث يعني استمرار تكلفة التمويل مرتفعة لفترة أطول من المتوقع,
وأشارت ماري سالم إلى أن الترقب لخفض أسعار الفائدة كان من بين العوامل التي أثرت على أداء السوق السعودية خلال النصف الأول من العام، والذي شهد خسارة السوق لأكثر من 7%,
### انتظار النتائج المالية للشركات الكبرى
ينتظر المتعاملون في السوق إعلانات نتائج الأعمال لبعض أكبر الشركات المدرجة، مثل أرامكو، أكبر شركة من حيث القيمة السوقية، وسابك، حيث من المقرر أن تعلن الشركتان عن نتائجهما خلال الأسبوع القادم,
شهد سهم “المطاحن الرابعة” انخفاضاً بعد إعلان الشركة عن نمو أرباحها الفصلية بنسبة 2.7% لتصل إلى 34 مليون ريال في الربع الثاني من العام، في المقابل، دعمت النتائج الفصلية لشركة “أسمنت اليمامة” أداء السهم بعدما أظهرت نمو الأرباح الصافية بنسبة 43% خلال ثلاثة أشهر حتى نهاية يونيو,
### قوة الاقتصاد السعودي
على صعيد أخبار الاقتصاد الكلي، تسارع نمو الناتج المحلي الإجمالي للمملكة إلى 3.9% خلال الربع الثاني من العام، مدفوعاً بالنمو القوي في الأنشطة النفطية، وهو ما عوض تباطؤ القطاع غير النفطي,
يأتي هذا في أعقاب قيام صندوق النقد الدولي برفع توقعاته لنمو الاقتصاد السعودي للعامين الحالي والمقبل، بعد سلسلة من التخفيضات المتتالية، وذلك استناداً إلى التحسن المتوقع في عائدات النفط وازدهار الأنشطة غير النفطية,