
أثارت وفاة الشاب يوسف اللباد، الذي عاد مؤخراً من ألمانيا في زيارة قصيرة إلى سوريا، جدلاً واسعاً، خاصة بعد أن ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أنه توفي تحت التعذيب بعد اعتقاله من محيط المسجد الأموي دون توضيح الأسباب أو التهم الموجهة إليه, هذه القضية أثارت تساؤلات عديدة وتضاربت الروايات حول ملابسات الوفاة.
رواية وزارة الداخلية السورية
المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، صرح قائلاً: “نثمن كل من تحدث بموضوع وفاة يوسف اللباد وكثير ممن انتقد غايته تصحيح المسار”, وأضاف أن “الأخ يوسف كان يمر بحالة غير متزنة منذ دخوله المسجد، ولم يتم توقيفه في أي فرع”, وأكمل: “تم وضع أصفاد في يدي يوسف للحفاظ على سلامته وسلامة الآخرين بعد افتعاله مشادة مع الناس والحرس”, مشيراً إلى أن “تقرير الطب الشرعي سيصدر وسيتم معرفة هل هي آثار تعذيب أو نتيجة حالة صحية”
من جانبه، أوضح قائد الأمن الداخلي في محافظة دمشق، العميد أسامة محمد خير عاتكة، ملابسات الحادث قائلاً: “في يوم الثلاثاء بتاريخ 29 الشهر الجاري، وردت تقارير عن شاب في حالة نفسية غير مستقرة، حيث دخل المسجد الأموي وهو في حالة من عدم الاتزان وبدأ يتفوه بعبارات غير مفهومة كما وثّقت كاميرات المراقبة داخل المسجد”, وأضاف أنه “تم التعامل مع الحالة من قبل عناصر حماية المسجد، الذين حاولوا تهدئته ومنعه من إيذاء نفسه أو الآخرين”, وتابع: “أثناء وجوده في غرفة الحراسة، أقدم على إيذاء نفسه بشكل عنيف عبر ضرب رأسه بأجسام صلبة، ما تسبب له بإصابات بالغة, وقد تم الاتصال بالإسعاف على الفور، إلا أنه فارق الحياة رغم محاولة إسعافه”, وشدد على “خطورة هذا الحادث ونسعى جاهدين لتحديد جميع الملابسات المحيطة به”, واختتم قائلاً: “نعمل بالتعاون مع الجهات المختصة لإجراء تحقيق شامل وشفاف، وسنقوم بإصدار المزيد من المعلومات حالما تتوفر”
أثارت الحادثة جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهم البعض الأجهزة الأمنية بتعذيب اللباد، مطالبين بتحقيق شفاف يكشف ملابسات ما وصفوه بـ”الجريمة”
رواية عائلة يوسف اللباد
تتعارض رواية عائلة يوسف اللباد مع ما أعلنته وزارة الداخلية, حيث أكدت العائلة أن ابنها اعتُقل أثناء زيارته المسجد الأموي, مشيرة إلى أنه تم تسليم جثمانه بعد ساعات وعليه آثار تعذيب واضحة شملت كدمات وجروحاً في مناطق مختلفة من جسده، وفق ما نقلت وسائل إعلام عدة, وذكرت العائلة أن يوسف كان قد عاد إلى دمشق قبل أيام، قادماً من ألمانيا، وأنه يحمل الجنسية الألمانية، ولم يكن يعاني من أي اضطرابات نفسية, وطالبت العائلة بفتح تحقيق شفاف في ظروف توقيفه ووفاته