عالم الروبوتات الشهير، رودني بروكس، يكشف عن رؤيته المستقبلية للروبوتات الشبيهة بالبشر، وتوقعاته قد تصدم الكثيرين.
بروكس، رائد الذكاء الاصطناعي، وصاحب الريادة في مجال الروبوتات السلوكية، ومؤسس شركتي “iRobot” و “Rethink Robotics”، نشر مؤخرًا مقالًا يوضح فيه أنه على الرغم من انتشار الروبوتات الشبيهة بالبشر بعد خمسة عشر عامًا من الآن، “إلا أنها لن تشبه الروبوتات أو البشر الذين نعرفهم اليوم”.
تطورات غير تقليدية في تصميم الروبوتات
يتوقع بروكس أن تتضمن بعض الروبوتات الشبيهة بالبشر تعديلات جذرية في التصميم، مثل استخدام عيون مثبتة بالقرب من منطقة العانة، وذلك لتحسين إدراكها للتضاريس التي تتحرك عليها، مما يمنحها قدرة فائقة على التنقل، وفهم البيئة المحيطة بها بشكل أفضل، وتجاوز العقبات بكفاءة عالية.
السباق نحو الروبوتات الصناعية
أشار بروكس، الذي شغل منصب مدير مختبر علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، إلى أن هناك عدة شركات روبوتات، بما في ذلك “Figure” و “LimX Dynamics” و “Apptronik” و “تسلا”، تتنافس لإنتاج روبوتات شبيهة بالبشر بكميات كبيرة، ونشرها في البيئات الصناعية، بهدف العمل جنبًا إلى جنب مع البشر، أو حتى استبدالهم بشكل كامل، لزيادة الإنتاجية وتحسين الكفاءة.
يرى بروكس أن بعض هذه الشركات تتوقع تحقيق هذا الإنجاز “في غضون عامين تقريبًا”، لكنه يرى أن “الاعتقاد بإمكانية حدوث ذلك في أي وقت خلال العقود القليلة القادمة هو ضرب من الخيال”، مؤكدًا على أن التحديات التقنية لا تزال كبيرة، وأن الطريق إلى تحقيق هذه الرؤية ما زال طويلًا.
تحديات محاكاة اليد البشرية
يؤكد بروكس أن أحد أكبر التحديات يكمن في محاولة محاكاة تعقيدات اليد البشرية وقدرتها على الحركة الطبيعية، حيث يقول: “لم نرَ حتى الآن أي يد روبوتية تضاهي براعة اليد البشرية بشكل عام”، مضيفًا: “ولم يقتدِ أحد بهذه التصميمات لتطبيقها في الواقع”، مما يوضح أن هذا المجال لا يزال بحاجة إلى الكثير من الابتكار والتطوير.
مخاطر الروبوتات كبيرة الحجم
يشير عالم الروبوتات أيضًا إلى أن الروبوتات الشبيهة بالبشر، ذات الحجم المشابه للإنسان البالغ، تطرح تحديات كبيرة تتعلق بالسلامة في البيئات البشرية المشتركة، نظرًا لكتلتها الكبيرة ومحركاتها القوية، التي قد تتسبب في إصابات خطيرة إذا سقطت أو تحركت بشكل غير متوقع، وذلك على عكس الروبوتات الشبيهة بالبشر الأصغر حجمًا، التي تمثل خطرًا أقل.
يقدم بروكس نصيحة قائلاً: “نصيحتي للناس هي ألا يقتربوا من أي روبوت يمشي كامل الحجم على مسافة تقل عن ثلاثة أمتار”، ويضيف: “حتى يتم ابتكار نسخة محسنة من الروبوتات ثنائية الأرجل، تكون أكثر أمانًا للاقتراب منها ولمسها، لن نشهد استخدام الروبوتات الشبيهة بالبشر في المناطق التي يتواجد فيها البشر”.
مستقبل الحركة: العجلات بدلًا من الأقدام
يعتقد الخبير أن الروبوتات الشبيهة بالبشر ستعتمد في النهاية على العجلات بدلًا من الأقدام، موضحًا: “في البداية ستكون هناك عجلتان، وربما أكثر لاحقًا، دون أي شيء يشبه شكل أرجل الإنسان”، ولكنه يؤكد: “ومع ذلك، سيظل يُطلق عليها اسم الروبوتات الشبيهة بالبشر”، مما يشير إلى أن التركيز سينصب على الوظائف والقدرات، وليس بالضرورة على الشكل الخارجي.
تنوع في الأذرع وأجهزة الاستشعار
يتوقع بروكس أيضًا وجود نسخ مختلفة من الأذرع، بعضها سيحتوي على أيادٍ بخمسة أصابع، بينما سيحتوي البعض الآخر على فكّين متوازيين بإصبعين، وقد يشتمل بعضها على أكواب شفط، ومع ذلك، ستظل تُعرف باسم الروبوتات البشرية، كما يشير إلى أن الروبوتات الأخرى ستحتوي على العديد من أجهزة الاستشعار التي لا تعمل ككاميرات سلبية، بل ستستخدم تقنيات الرؤية بالضوء النشط، أو نطاقات تردد غير بشرية، وقد تمتلك عيونًا في أيديها، وحتى عيونًا موجهة للأسفل بالقرب من منطقة العانة لرؤية الأرض، مما يساعدها على التحرك بشكل أفضل على الأسطح غير المستوية.
ويختتم بروكس حديثه بالتأكيد على أنه في السنوات القادمة، ستُستثمر مبالغ ضخمة في تطوير الروبوتات الشبيهة بالبشر، وأن الإصدارات الحالية ستتلاشى في نهاية المطاف، لتحل محلها نماذج أكثر تطورًا وابتكارًا.