
الاربعاء 30 يوليو 2025 | 05:46 مساءً
في إطار مراجعة العلاقات التجارية مع شركاء الولايات المتحدة، وتحديدًا الدول التي يرى أنها تتبع سياسات غير عادلة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عزمه فرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على الواردات القادمة من الهند، وذلك اعتبارًا من 1 أغسطس القادم.
واتهم ترامب الهند، عبر منشور على منصة “تروث سوشل”، بفرض تعريفات جمركية تعد من بين الأعلى عالميًا، بالإضافة إلى تطبيق حواجز تجارية غير نقدية يصفها بالأكثر صرامة وإزعاجًا، مؤكدًا أن هذه السياسات تضر بالمصالح الأمريكية وتعوق دخول الشركات الأمريكية إلى السوق الهندية.
حرب الرسوم الجمركية
أشار ترامب إلى أن الهند لطالما اعتمدت على روسيا كمورد رئيسي للمعدات العسكرية، وأنها تعتبر من بين أكبر المشترين للطاقة الروسية إلى جانب الصين، وذلك في الوقت الذي يطالب فيه العالم بإنهاء العمليات العسكرية في أوكرانيا، وأوضح أن هذا الوضع دفعه إلى فرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على الهند، بالإضافة إلى عقوبات إضافية بسبب استمرار شراء الطاقة الروسية.
يأتي هذا الإعلان قبل الموعد النهائي الذي حدده ترامب في الأول من أغسطس، والذي ينوي فيه فرض رسوم استيراد جديدة على عدد من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، ومن شأن هذه الخطوة أن تقضي على آمال نيودلهي في الحصول على معاملة تجارية تفضيلية مقارنة بدول الجوار، وذلك على الرغم من جهودها لتحسين العلاقات مع واشنطن.
تجدر الإشارة إلى أن الهند كانت من أوائل الدول التي سعت إلى إجراء محادثات تجارية مع الإدارة الأمريكية، وذلك عقب زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى البيت الأبيض في شهر فبراير الماضي، وخلال معظم هذا العام، تبنت حكومة مودي نهجًا تصالحيًا، بما في ذلك إعادة هيكلة التعريفات الجمركية وتقديم تنازلات في مجالات التجارة والهجرة.
شهدت الأسابيع القليلة الماضية تحولًا في موقف نيودلهي، حيث اتخذت موقفًا أكثر تشددًا في ظل تعثر المفاوضات بشأن قضايا معقدة مثل الزراعة، وكان ترامب قد صرح سابقًا بقرب التوصل إلى اتفاق تجاري ضخم مع الهند، يفتح أسواقها أمام الشركات الأمريكية، إلا أنه عاد وألمح إلى فرض رسوم جمركية تتراوح بين 20% و25%.
أكدت تقارير إعلامية أن المسؤولين الهنود يعتزمون مواصلة المفاوضات التجارية مع الجانب الأمريكي، وذلك بهدف التوصل إلى اتفاق ثنائي بحلول خريف عام 2025، وكان الطرفان قد توصلا إلى اتفاق مبدئي في شهر أبريل الماضي، وذلك عقب اجتماع جمع بين نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس ورئيس الوزراء الهندي في نيودلهي، والذي وضع الإطار الأولي للمفاوضات التجارية بين البلدين.
تعتبر الولايات المتحدة الشريك التجاري الأكبر للهند، بالإضافة إلى كونها السوق الأكبر لصادراتها، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 127,9 مليار دولار في عام 2024، ومع ذلك، لم تنجح محاولات نيودلهي لإبرام اتفاق تجاري محدود مع واشنطن خلال الولاية الأولى لترامب.
يأتي تهديد ترامب بفرض رسوم إضافية على الهند في أعقاب إعلانه، يوم الثلاثاء الماضي، عن منح روسيا مهلة جديدة مدتها عشرة أيام للتوصل إلى هدنة مع أوكرانيا، وهدد بفرض رسوم ثانوية على الدول التي تواصل شراء الصادرات الروسية، وخاصة النفط، معتبراً أن هذه المشتريات تمثل شكلاً من أشكال الدعم غير المباشر لروسيا، وتساهم في تعزيز اقتصادها وتقليل تأثير العقوبات الغربية.