المتحف المصري الكبير يستقبل الزوار بمناسبة فتح أبوابه ويقدم هدية مصر الثقافية للعالم

بعد انقطاع دام نحو عشرين عاماً، بات بإمكان عشاق الحضارة الفرعونية زيارة المتحف المصري الكبير، الذي افتتح أبوابه رسمياً أمام الجمهور بعد احتفالية ضخمة حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من القادة العالميين يوم السبت الماضي.

البداية الجديدة لمصر وحضارتها

اعتباراً من اليوم الثلاثاء، يتاح للجمهور دخول المتحف المصري الكبير، ليُضاف فصل جديد في تاريخ علاقة المصريين بحضارتهم العتيقة الممتدة على مدار سبعة آلاف عام.

تصميم وواجهة المتحف

عند سفح الأهرامات، حيث تتجلى عظمة المصري القديم، تتلألأ الواجهات الزجاجية العملاقة للمتحف، وتعكس أشعة شمس القاهرة النابضة على أكبر مشروع ثقافي في تاريخ مصر الحديث، وهو أحد أضخم المتاحف الأثرية في العالم.

استقبال الزوار بتمثال رمسيس الثاني

عند دخول الزائر إلى الساحة الأمامية، يواجه تمثال رمسيس الثاني الضخم، الذي لطالما رحب بالزوار في قلب القاهرة قبل أن يُنقل إلى مكانه الجديد، ليكون حارساً لبوابات التاريخ.

الدرج العظيم: روح المتحف

ثم، يأتي الدرج العظيم، الذي يعد قلب المتحف وروحه، سلالم فسيحة تأخذك في رحلة بينهم، وسط تماثيل ضخمة لملوك مصر، بينما تلوح الأهرامات من خلف الزجاج في مشهد يصعب نسيانه، إنه ممر ضخم يربط بين الماضي والحاضر، بين الحجر والسماء.

كنوز الملك توت عنخ آمون

المتحف، الممتد على نحو 500 ألف متر مربع، يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور المصرية القديمة، منذ ما قبل التاريخ إلى العصرين اليوناني والروماني، لكنه يُقدم هذه القطع برؤية عصرية تدمج التكنولوجيا بالفن، حيث تعتمد القاعات على الوسائط التفاعلية والعروض الرقمية ثلاثية الأبعاد، التي تقدم تجربة غامرة تختلف عن أي زيارة متحفية تقليدية.

من أبرز ما ينتظره الزوار اليوم هو كنوز الملك توت عنخ آمون، التي تُعرض كاملة للمرة الأولى منذ اكتشافها عام 1922، وتضم أكثر من خمسة آلاف قطعة من مقتنيات الفرعون الذهبي، من عرشه الذهبي إلى مجوهراته، وكافة تفاصيل حياته الملكية.

تجربة حسية متكاملة في قاعة توت عنخ آمون

قاعة توت عنخ آمون ليست مجرد عرض أثري، بل تجربة حسية شاملة تجمع الضوء والصوت والظل في سرد بصري يخطف الأنفاس.

القاعة الكبرى وجمال المعروضات

أما القاعة الكبرى، فهي تضم مجموعة من القطع النادرة مثل تمثال أمنحتب الثالث وزوجته تيي، ولوحات ملونة من مقابر النبلاء، ونماذج من المعابد والمراكب الجنائزية.

مركز الترميم وأهميته

كما يحتوي المتحف على مركز للترميم يعد من الأكبر في الشرق الأوسط، مجهز بأحدث التقنيات العالمية، مما يسمح بإجراء أبحاث علمية دقيقة في صيانة الآثار وحفظها.

تجربة زيارة فريدة

ورغم أن المعروضات هي قلب المتحف النابض، فإن تجربة الزيارة نفسها تميزها، فكل تفصيلة في تصميمه المعماري تعكس روح مصر الحديثة التي تقدر ماضيها وتخاطب المستقبل، والممرات الواسعة، والإضاءة المدروسة، تضيف طابعاً خاصاً، بينما تصنع المقاهي والمطاعم التي تطل على الأهرامات فرصة لمزيج فريد من المتعة الثقافية والدهشة البصرية.

المتحف كمنصة ثقافية وسياحية

المتحف المصري الكبير ليس مجرد معرض أو مخزن للآثار، بل هو منصة ثقافية وسياحية عالمية تهدف إلى إعادة تعريف صورة مصر في الوعي الدولي، حيث يضم مجمعاً للمؤتمرات ومسرحاً وسينما ومكتبة متخصصة ومتحف مخصص للأطفال، مما يجعله مركزاً نابضاً بالحياة، مفتوحاً أمام الزوار من مختلف أنحاء العالم.

إرث حضاري ومعاصر

يقول القائمون على المشروع إن افتتاح المتحف يمثل ذروة جهد استمر لأكثر من 20 عاماً، بمشاركة آلاف الخبراء والمهندسين والعمال المصريين، بدعم دولي وشراكات علمية مع كبرى المؤسسات المتحفية، مما يجعله رمزاً للحضارة القديمة، وقدرة المصريين على صنع معجزات معاصرة بحجم التاريخ نفسه.

Celebration of an Eternal Journey

عندما تفتح الأبواب اليوم أمام الزوار للمرة الأولى، سيكون المشهد احتفالاً بهوية أمة لا تزال تكتب قصتها منذ الأهرامات حتى الحاضر، فزيارة المتحف المصري الكبير ليست مجرد نزهة في الزمن، بل رحلة في روح مصر، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في لحظة أبدية.

تجربة الزوار

من يزور المتحف اليوم سيغادر وفي قلبه شعور بالتغيير، ربما دهشة أو فخر، أو شعور عميق بالانتماء لجذور تمتد أعمق من الزمن، هنا لا يمر الوقت بل يتوقف احتراماً لعظمة من عاشوا وبنوا، تاركين لنا ما نحتفل به اليوم.

رسالة ملهمة للعالم

المتحف المصري الكبير هو هدية مصر للعالم، ومرآتها التي تعكس وجهها الحقيقي، بلد لا يشيخ، ولا يتعب، ومن أمام تمثال رمسيس، وبين أروقة الملوك، سيتضح أن الحضارة ليست ما مضى، بل ما لا يزال قادراً على إلهامنا كل يوم.

اقرأ أيضاً: اليوم.. المتحف المصري الكبير يفتح أبوابه للزائرين. موعد فتح الزيارة للجمهور.. أسعار تذاكر المتحف المصري الكبير. المتحف المصري الكبير.. برديات ونقوش توثق أسرار الطب والعلم في مهد الحضارة الإنسانية.