«مستقبل التصفح هنا».. الذكاء الاصطناعي يُعيد تعريف تجربة الإنترنت

«مستقبل التصفح هنا».. الذكاء الاصطناعي يُعيد تعريف تجربة الإنترنت

في خطوة جريئة نحو المستقبل، أعلنت “أوبن إيه آي” عن عزمها إطلاق منتج جديد، يعتمد كليًا على قوة الذكاء الاصطناعي الخاص بها، لكن المفاجأة، أنه ليس روبوتًا ناطقًا، بل متصفح ويب ذكي، مهمته تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمتك أثناء تصفح الإنترنت

وبحسب تقرير “رويترز”، فإن الشركة تطمح من خلال هذا المتصفح، إلى منافسة “كروم” الشهير من “غوغل“، وجذب ما لا يقل عن 500 مليون مستخدم، ممن يثقون في روبوت “شات جي بي تي” ويعتمدون عليه بشكل دائم

إن هذه الخطوة من “أوبن إيه آي” ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها خطوات مماثلة من شركات أخرى، أبرزها “مايكروسوفت” التي أطلقت متصفحًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ما هو المتصفح المعزز بالذكاء الاصطناعي، وما الذي يميزه عن المتصفحات التقليدية

الوصول إلى الذكاء الاصطناعي بشكل أيسر

الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المختلفة أصبح أمرًا ممكنًا عبر المواقع الإلكترونية، والواجهات البرمجية المتخصصة، وحتى التطبيقات التي تطورها الشركات، لكن هذا الواقع يثير تساؤلات حول أهمية متصفحات الذكاء الاصطناعي، وما الفائدة التي تقدمها

لتوضيح مفهوم متصفحات الذكاء الاصطناعي، يمكن القول إنها متصفحات تجمع بين الوظائف الأساسية لأي متصفح، وخدمات الذكاء الاصطناعي المتطورة، كل ذلك في مكان واحد، ودون الحاجة إلى خطوات إضافية



مصدر الصورة

بمعنى آخر، لن تضطر لزيارة موقع “شات جي بي تي”، أو استخدام تطبيقه، أو حتى التعامل مع واجهته البرمجية، لتوجيه الأوامر والاستفادة من إمكانياته، فكل هذا سيصبح متاحًا داخل المتصفح مباشرة، وبدون الحاجة لمغادرته

قد يبدو هذا غير ضروري للبعض، إلا أنه يوفر الكثير من الوقت والجهد للمستخدمين الذين يتصفحون الإنترنت باستمرار، ويحتاجون إلى أدوات الذكاء الاصطناعي لإنجاز مهامهم بسرعة وكفاءة

أقرأ كمان:  «خطوة تاريخية مرتقبة».. الرئيس السيسي يثمن اعتزام فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين رسميًا

فبدلًا من نسخ رابط صفحة معينة ولصقه في “شات جي بي تي”، يمكنك ببساطة أن تطلب من المتصفح، من خلال شريط الأوامر، أن يقرأ الصفحة، ويقوم بتلخيصها لك في لحظات

صحيح أن بعض الإضافات توفر وصولًا محدودًا إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، عبر شريط الأدوات، إلا أن هذا يختلف تمامًا عن متصفحات الذكاء الاصطناعي المتكاملة

ففي متصفحات الذكاء الاصطناعي، يمكنك الوصول إلى النموذج مباشرة من داخل المتصفح، دون الحاجة لتثبيت أي إضافات، أو تغيير طريقة عملك اليومية، فالذكاء الاصطناعي يصبح جزءًا لا يتجزأ من تجربتك، ويعمل باستمرار في الخلفية

ما فائدة الذكاء الاصطناعي في المتصفحات؟

تتعدد فوائد الذكاء الاصطناعي في المتصفحات، وتختلف باختلاف النموذج المستخدم، والإمكانيات التي تتيحها الشركة المطورة، لكن بشكل عام، يمكن تلخيص الفوائد في مفهومين رئيسيين، التعلم الذكي، وعملاء الذكاء الاصطناعي

نموذج الذكاء الاصطناعي في متصفح “أوبن إيه آي”، على سبيل المثال، سيكون قادرًا على تتبع طريقة استخدامك للمتصفح، والمهام التي تكررها باستمرار، ثم يقوم بتنفيذ هذه المهام تلقائيًا، لتوفير وقتك وجهدك

بالإضافة إلى ذلك، سيقوم المتصفح بالوظائف الأساسية للذكاء الاصطناعي، مثل تلخيص الصفحات، والتفاعل معها لحجز تذاكر السفر، وإيجاد الفنادق المناسبة لرحلتك، وملء النماذج المختلفة، سواء كانت بسيطة أو معقدة



مصدر الصورة

على الرغم من التطور الكبير الذي شهدته تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أن استخداماتها لا تزال في بدايتها، ومن المتوقع أن تتوسع هذه الاستخدامات في المستقبل، خاصة مع دمجها في المتصفحات الذكية

هذه المتصفحات لديها القدرة على تغيير طريقة تفاعلنا مع الإنترنت بشكل جذري، فبدلًا من تصفح العديد من الصفحات للعثور على معلومة محددة، يمكنك أن تطلب من الذكاء الاصطناعي البحث عنها، وعرضها لك مباشرة في الصفحة التي تتصفحها

أقرأ كمان:  «تحديث فوري» أسعار الذهب في السعودية اليوم الجمعة: عيار 21 يسجل 355.75 ريالًا

كما يمكن للذكاء الاصطناعي تلخيص المعلومات الموجودة في عدة صفحات ونوافذ، دون الحاجة لزيارتها جميعًا، ومساعدتك في كتابة النصوص، وتوليد الصور، وحتى إنشاء رسائل بريد إلكتروني، بناءً على معلومات من مصادر مختلفة على الإنترنت

من الشركات التي تسعى لإطلاق متصفحات بالذكاء الاصطناعي؟

العديد من الشركات تتسابق لدخول عالم المتصفحات المعززة بالذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها “أوبن إيه آي”، التي تعتزم إطلاق متصفح باسم “أوبريتور”، وهو متصفح ويب مزود بإمكانيات الذكاء الاصطناعي

شركة “بيربلكستي” (Perplexity) تحاول أيضًا إطلاق متصفح باسم “كوميت” (Comet)، وهو متصفح مدمج مع نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها، ويعتمد عليه بشكل أساسي

كما انضمت “مايكروسوفت” إلى السباق، وقامت بدمج مزايا الذكاء الاصطناعي “كوبايلوت” في متصفحها “إيدج”، مما يتيح التحكم في “كوبايلوت” مباشرة من داخل المتصفح، دون الحاجة لأي أدوات خارجية

“غوغل” أيضًا لم تتخلف عن الركب، وأضافت مجموعة من مزايا الذكاء الاصطناعي إلى متصفح “غوغل كروم”، لتسخير إمكانيات نموذج “جيميناي” داخل المتصفح مباشرة