سياسة سناب شات الجديدة رسوم على حفظ الصور والفيديوهات تثير سخطاً واسعاً

أعلنت منصة سناب شات، المعروفة عالميًا، عن تحول جذري في سياستها تجاه ميزة “الذكريات” (Memories)، حيث بدأت بفرض رسوم اشتراك على هذه الميزة الأساسية التي تتيح للمستخدمين حفظ الصور والفيديوهات القديمة، وقد أثار هذا القرار موجة عارمة من الغضب والاستياء بين المستخدمين، خاصة أولئك الذين راكموا أرشيفًا ضخمًا من المحتوى على مدى سنوات طويلة.

موجة انتقادات واسعة من المستخدمين

أشعل قرار فرض رسوم على تخزين الصور والفيديوهات شرارة ردود فعل غاضبة بين مستخدمي سناب شات، الذين اعتادوا على استخدام الميزة مجانًا لجمع أرشيفات كبيرة من منشوراتهم السابقة، وقد سمحت هذه المنصة الشهيرة لمستخدميها بحفظ وتخزين محتواهم عبر ميزة “الذكريات” منذ إطلاقها في عام 2016 دون أي تكلفة إضافية.

لكن الوضع تغير الآن، حيث بات لزامًا على الأفراد الذين يملكون أكثر من 5 جيجابايت من الذكريات دفع رسوم شهرية للحفاظ على هذا المحتوى، ورغم الضجة المثارة، رفضت شركة “سناب” الأم لـ سناب شات الكشف عن تفاصيل تكلفة خطط التخزين المحددة لمستخدمي المملكة المتحدة، مؤكدة فقط أن هذا التغيير سيُطبق تدريجيًا على مستوى العالم.

تفاعل المستخدمون على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي معربين عن سخطهم، حيث وصف البعض قرار الشركة بـ”الجبن”، وفي المقابل، اعترفت سناب في بيان لها أن الانتقال من خدمة مجانية إلى مدفوعة “ليس سهلاً أبدًا”، لكنها أكدت أن هذه الخطوة “تستحق التكلفة” في نظر المستخدمين، وذلك بهدف تمكين المنصة من الاستمرار في الاستثمار وتحسين ميزة الذكريات لمجتمعها بأكمله، وفقًا لمنشور على مدونتها الرسمية.

يُذكر أن الشركة أفادت بأنه منذ إطلاق ميزة “الذكريات” قبل ما يقرب من عقد من الزمن، تم حفظ أكثر من تريليون ذكرى بواسطة المستخدمين، وتسمح هذه الميزة للمستخدمين بحفظ الصور والفيديوهات التي كانت تُشارك في الأصل لمدة 24 ساعة أو أقل على المنصة، مع تشجيعهم على إعادة نشرها كـ”ذاكرة” أو “منشور تذكيري” لاحقًا.

سيُطلب من المستخدمين الذين تجاوزوا حد الـ 5 جيجابايت من الذكريات الترقية إلى خطة تخزين مدفوعة، مع توفر خيارات متعددة لتلبية الاحتياجات المختلفة، وتُظهر التفاصيل الأولية لخطط التخزين ما يلي:

كما ستتوفر مستويات تخزين أعلى للمستخدمين المشتركين بالفعل في خطط Snapchat+ و Snapchat Premium المدفوعة، ولتخفيف وطأة هذا التغيير، أعلنت الشركة أنها ستوفر فترة سماح لمدة 12 شهرًا من التخزين المؤقت لأولئك الذين يتجاوزون الحد الأقصى المجاني، مع إمكانية تنزيل المحتوى المحفوظ على أجهزتهم الخاصة في أي وقت.

على الرغم من إعلان سناب في منشور مدونة أن تطبيق خطط التخزين لن يؤثر على “الغالبية العظمى من مستخدمي سناب شات” الذين لديهم أقل من 5 جيجابايت من الذكريات، إلا أن القرار قوبل بمزيد من الانتقادات اللاذعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث شارك المستخدمون لقطات شاشة لرسائل من التطبيق تطالبهم بدفع رسوم التخزين للحفاظ على صورهم وفيديوهاتهم، مشيرين إلى أنهم استخدموا التخزين المجاني لسنوات، مما أدى إلى تجاوزهم بكثير لحد الـ 5 جيجابايت، ويواجهون الآن فواتير كبيرة غير متوقعة، ووصف آخرون هذا الاشتراك الإجباري بأنه “غير عادل” و”جشع” من جانب الشركة.

وفي سياق متصل، أعلنت سناب في أبريل الماضي أن عدد مستخدميها النشطين شهريًا قد تجاوز 900 مليون، وهو رقم يظل أقل بكثير من منافسين مثل إنستغرام وتيك توك، اللذين يمتلكان مليارات المستخدمين.

من جانب آخر، يعتقد درو بنفي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Battenhall للاستشارات الإعلامية، أن التحول نحو فرض رسوم على التخزين في منصات التواصل الاجتماعي هو أمر حتمي، وقد صرح لشبكة BBC قائلاً: “التحول إلى الدفع مقابل التخزين على وسائل التواصل الاجتماعي أمر لا مفر منه”، وأضاف: “في عصر ننشر فيه أقل ولكن نحفظ أكثر، هذا تطور طبيعي في منصات الرسائل ووسائل التواصل الاجتماعي”.