في خطوة تاريخية تعزز من أمن الفضاء الرقمي، أعلنت شركة Google بتاريخ الرابع من أكتوبر 2025 عن إطلاق خاصية التشفير الكامل “من الطرف إلى الطرف” لمشتركي Google Workspace، ويشمل هذا التحديث المراسلات داخل Gmail، بالإضافة إلى الرسائل المرسلة والمستقبلة مع مزودي خدمات البريد الإلكتروني الآخرين مثل Outlook وYahoo، ما يمثل نقلة نوعية في حماية الاتصالات عبر الإنترنت.
يُعتبر هذا الإنجاز تحولاً جذرياً في عالم حماية البيانات عبر الإنترنت، فلطالما كانت رسائل البريد الإلكتروني عرضة لمخاطر التهديدات السيبرانية بسبب نقاط الضعف في الروابط بين منصات البريد المتعددة.
كيف يعمل النظام الجديد؟
يقدم نظام جوجل الجديد واجهة استخدام بسيطة تتيح تفعيل التشفير بسهولة، حيث تُطبق تقنيات التشفير الحديثة ليصبح مضمون الرسائل ومحتواها محجوباً تمامًا أمام أي طرف سوى المرسل والمستلم المقصودين، ويمكن للمستخدم تفعيل خيار التشفير من إعدادات Gmail، لتُشفر جميع الرسائل تلقائياً عند الإرسال والاستقبال، حتى وإن كان الطرف الآخر يستخدم منصة بريد مختلفة كلياً، وهي ميزة لم تكن متوفرة من قبل على أي منصة بريدية رئيسية.
أثر التحديث على قطاع الأعمال والمؤسسات
يستفيد قطاع الأعمال والمؤسسات، بما في ذلك الشركات القانونية والصحية، بشكل كبير من هذه الخاصية الجديدة، خاصة مع تزايد الاعتماد على المراسلات الإلكترونية لتبادل الملفات والمستندات السرية والشخصية، ففي السابق، كانت بيانات المراسلة عرضة للاختراق أثناء انتقالها بين الأنظمة المختلفة، ولكن بفضل هذا التحديث، أصبح بالإمكان إرسال العقود، التقارير الطبية، والمعلومات المالية بين أنظمة البريد المختلفة بأمان يضاهي أفضل حلول التشفير التجارية المتاحة.
آفاق مستقبلية للخدمة وتوقعات الصناعة
أكدت Google أن هذه الخاصية ستُطرح تدريجياً حول العالم، مع خطط مستقبلية لربط بروتوكولات تشفير البريد بالخدمات السحابية وتطبيقات الاجتماعات الرقمية، ويتوقع خبراء الأمن السيبراني أن هذه الخطوة ستدفع مزودي البريد الإلكتروني الآخرين، مثل Microsoft وYahoo، لتبني تقنيات مشابهة للحفاظ على ثقة المستخدمين والشركات الكبرى، ما قد يؤدي إلى توحيد معايير أمان البريد الإلكتروني عالمياً، واستحداث عصر جديد من خصوصية المستخدم الإلكتروني في مواجهة التهديدات الرقمية المعاصرة.