ستيفن سيموني، البالغ من العمر 39 عامًا، لم يعد مجرد مؤسس لشركة مدفوعات إلكترونية بيعت مؤخرًا إلى “دور داش” (DoorDash) مقابل 125 مليون دولار، بل تحول إلى شخصية محورية في مجال تطوير الأسلحة، حيث يساهم في تحويل أسلحة الخيال العلمي المعززة بالذكاء الاصطناعي إلى واقع ملموس، وفقًا لتقرير نشرته “رويترز”.
يقول سيموني، في إشارة واضحة إلى سلسلة أفلام الخيال العلمي “Terminator” التي تدور حول “سكاي نت”، الذكاء الاصطناعي الذي يسعى لتدمير البشرية بأسلحة معززة بالذكاء الاصطناعي: “المستقبل هو سكاي نت”، ويضيف: “أرغب في تزويد الحكومة بهذه الأسلحة، حتى يتمكنوا من استخدامها”.
تشبيه سيموني لمشروعه بسلسلة الأفلام الشهيرة ليس وليد الصدفة، فهو مهووس بأفلام الخيال العلمي مثل “Star Wars”، بالإضافة إلى كونه البطل القومي السابق للعبة “A Game of Thrones: The Card Game”.
كان من المستبعد أن يتحول هذا الشخص المهووس إلى أحد أهم مقاولي الدفاع المتهورين بتمويل يبلغ 40 مليون دولار، فضلًا عن حصوله على عقود نماذج أولية مع الجيش الأميركي والقوات الخاصة، ولكن كيف تحقق ذلك؟
التحول إلى تجار أسلحة
لا يُعد سيموني حالة فريدة في وادي السليكون، بل هو جزء من تحول واسع، حيث ينتقل جيل جديد من رواد الأعمال إلى المشاريع العسكرية، تماشيًا مع المتطلبات العسكرية للولايات المتحدة.
هذه المتطلبات نابعة من تزايد وتيرة الحروب في السنوات الأخيرة، فبينما لم يشهد معظم أفراد الجيل الجديد من رواد الأعمال الحروب السابقة، فإنهم يرون الآن بأعينهم الفرص التي خلقتها الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، والتوترات المتزايدة مع الصين.
يقود هذه الموجة من التحول بالمر لوكي، الذي وُصف بأنه “توني ستارك العالم الحقيقي”، ومؤسس شركة “Anduril”، إلى جانب أليكس كارب، المدير التنفيذي لشركة “Palantir”.
جميع هؤلاء هم رواد أعمال بدأوا طريقهم بتصميم منتجات وتطبيقات مخصصة للمستهلكين لتسهيل حياتهم، ولكنهم الآن يكرسون وقتهم لتطوير أسلحة فتاكة مثل المسيرات المزودة بالأسلحة وأقمار التجسس والقوارب ذاتية القيادة.
يضيف سيموني، الذي خدم في البحرية الأميركية سابقًا، أن قدوته في هذا التحول هو هنري جيرارد، الذي قام بدوره الممثل برادلي كوبر في فيلم “War Dogs” الشهير الذي صدر في عام 2016، والذي يتناول قصة رواد أعمال يدخلون قطاع تجارة السلاح.
يذكر أن سيموني أسس شركته تحت اسم “Allen Control System”، وطور سلاحًا خاصًا يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والمسدسات الآلية لاصطياد المسيرات من السماء بشكل آلي، وأطلق عليه اسم “Bullfrog”.
شبكة علاقات واسعة
يدرك سيموني جيدًا أن نجاحه في قطاع العقود العسكرية مع البيت الأبيض ووزارة الدفاع يعتمد بشكل أساسي على علاقاته القوية، لذلك يسعى جاهدًا لبناء شبكة متينة من العلاقات.
يشير تقرير “رويترز” إلى أن سيموني كان حاضرًا في عدد من الأحداث البارزة التي يشارك فيها رواد الأعمال ورجال البيت الأبيض، بما في ذلك قمة الذكاء الاصطناعي التي استضافها ديفيد ساكس، قيصر الذكاء الاصطناعي في إدارة ترامب والمستثمر الرئيسي في شركة سيموني.
كما استضاف سيموني حفلة جمع تبرعات في وقت سابق من هذا العام لصالح عضو الكونغرس الجمهوري جون كارتر، وكان مايك روجرز، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي، ضمن حضور الحفلة، وقال سيموني إنه خرج في سهرة لغناء الكاريوكي مع مسؤولين عسكريين، مضيفًا أن الجنرالات أعجبوا به.
أشار الجيش الأميركي في بيان لاحق إلى أنه يعتزم منح شركة “Allen Control System” عقودًا لتقييم إمكانيات سلاح “Bullfrog” ودمجه في المنصات العسكرية الموجودة حاليًا.
تقنية مستوحاة من الخيال العلمي
أظهرت المناورات الأخيرة في الأراضي الأوكرانية وغيرها الأهمية المتزايدة للمسيرات كسلاح عسكري فعال، وذلك بفضل سعرها المنخفض وإمكانية إرسالها لمسافات طويلة والتحكم فيها عن بعد.
يأتي سلاح “Bullfrog” الذي طورته الشركة لحل هذه الأزمة المتفاقمة في ساحات الحروب المستقبلية، حيث يستطيع الدوران بمعدل 400 درجة في أقل من ثانية.
توفر الشركة السلاح مقابل 350 ألف دولار للقطعة الواحدة، ويتميز بقدرته العالية على الاندماج مع منصات الأسلحة والمركبات المختلفة الموجودة بالفعل في الجيوش، حيث يمكن تركيبه في المدرعات والزوارق السريعة وحتى الأسوار المرتفعة.
تقوم الشركة حاليًا باختبار عدة نماذج من هذا السلاح، وجميعها تحمل أسماء مثل إيمينيم وبوب، نسبة إلى الرسام التلفزيوني الراحل بوب روس.
يتعامل سيموني مع الأسلحة بطريقة مليئة بالسخرية، حيث يحمل كل سلاح لوحة دوائر إلكترونية مخصصة وعليها صورة مطبوعة لسيموني والمؤسس المشارك لوك ألين، ويوضح سيموني السبب في ذلك قائلًا: “إذا استعادت روسيا أو الصين إحدى هذه اللوحات في النهاية، فعليهم أن يروا وجوهنا ونحن نضحك عليهم”.
تمتلك الشركة أيضًا مجموعة متنوعة من الأسلحة إلى جانب المسدسات الآلية، حيث تملك نموذجًا أوليًا لجهاز ليزر مبهر قادر على إتلاف أجهزة الاستشعار وبث الفيديو في الطائرات المسيرة، وتعمل الشركة أيضًا على تطوير نسخة جوية من سلاح “Bullfrog”.