شهدت منصة Sora، التابعة لشركة OpenAI، في الرابع من أكتوبر 2025 تحولًا تاريخيًا بارزًا في مشهد إنتاج الفيديوهات الرقمية، حيث أعلنت الشركة عن إطلاق أدوات ثورية جديدة، تمنح مالكي الحقوق سلطة غير مسبوقة للتحكم في استخدام هوياتهم وشخصياتهم ضمن مقاطع الفيديو الذكية المولدة بالذكاء الاصطناعي، هذه الخطوة تكتسب أهمية قصوى في ظل الانتشار الواسع لبرامج الذكاء الاصطناعي في الأسواق، والتي أتاحت لأي شخص إنتاج مؤثرات بصرية مذهلة في غضون دقائق معدودة، ما أثار مخاوف واسعة النطاق بشأن انتهاك حقوق المؤلفين الأصليين والمشاهير.
تفاصيل الأدوات وآلية العمل
تتيح الأدوات الجديدة للمبدعين والمبدعات إمكانية غير مسبوقة لتقييد أو السماح باستغلال أعمالهم وشخصياتهم، وهذا يشمل الصور، والأصوات، وحتى السمات المميزة لشخصياتهم الافتراضية، وستقوم الشركة بإرسال إشعارات فورية عند استخدام أي عنصر محمي بحقوق لمبتكر أو فنان، مع توفير خيارات واضحة للموافقة أو الرفض، وتؤكد OpenAI أن نظامها المتطور يضمن إزالة المحتوى المخالف تلقائيًا وبفعالية، كما يمنع استخدام أي بيانات أو صور دون الحصول على تصريح صريح من أصحابها، الأمر الذي يعزز ثقة الجمهور في التقنية الجديدة بشكل كبير ويساهم في الحد من النزاعات القانونية التي شهدها القطاع خلال الأعوام الماضية.
خطط لمشاركة الأرباح ووضع السوق المستقبلي
ضمن هذه المبادرات الرائدة، تعهدت شركة OpenAI بمشاركة الأرباح الناتجة عن استخدام الشخصيات والحقوق مع أصحابها الأصليين، فإذا وافق مالك الصورة أو الشخصية على استخدام بياناته في مقاطع فيديو تُعرض على منصة Sora أو على المنصات الشريكة، فسيحصل تلقائيًا على نسبة متفق عليها من حصة الإعلانات والأرباح المحققة، هذا التوجه المبتكر من شأنه أن يشجع عددًا أكبر من صناع الفن والثقافة على التعاون الفعال مع منصات الذكاء الاصطناعي، مما يفتح آفاقًا جديدة للإبداع والابتكار المشترك.
انعكاسات على مستقبل الإنتاج الرقمي
تُعيد هذه الخطوة الجريئة رسم العلاقة بين شركات التقنية وصناع المحتوى بشكل جذري، مؤسسةً نموذجًا تشاركيًا يقوم على الشفافية والمكاسب المتبادلة، ويرى محللون متخصصون أن هذه المبادرة ستدفع منصات الذكاء الاصطناعي المنافسة إلى تبني إجراءات مشابهة، وقد تؤدي إلى ظهور نموذج أعمال جديد كليًا في صناعة الفيديوهات الترفيهية والتجارية حول العالم، حيث سيتحول الذكاء الاصطناعي إلى شريك حقيقي للابتكار، بدلًا من كونه مصدرًا لانتهاك الحقوق، ومع التطور المستمر للتقنية، من المتوقع أن تشهد المنصة توسعًا في إمكانيات التوليد التفاعلي، وأن تعتمد وسائل الإعلام الكبرى هذا النهج المبتكر لتطوير محتواها بالفيديو بطريقة أكثر أمانًا وابتكارًا في الفترة القادمة.