تتغير الموضة باستمرار، وكم هي سريعة في جعل بعض الصيحات رموزًا خالدة لعصرها، أو تحويلها إلى مجرد ذكريات تبعث على الحنين. في التسعينيات، برزت الشعارات الذهبية من تويوتا ولكزس كواحدة من هذه الظواهر اللافتة، حيث ارتبطت بقوة بمفهوم الفخامة والتميز، لكنها اليوم باتت قطعة نادرة تثير نوستالجيا فريدة.
رحلة الباقة الذهبية من تويوتا
على الرغم من شح المعلومات الرسمية الدقيقة حول تاريخ إطلاقها، يُعتقد أن تويوتا بدأت بتقديم هذه الشعارات المميزة في منتصف التسعينيات، بهدف إضفاء لمسة راقية وفخمة على سياراتها. كانت هذه الخدمة تُعرف بـ”الباقة الذهبية”، وهي تشمل استبدال كافة الشارات الخارجية للسيارة بأخرى مطلية بالذهب الحقيقي، ما يمنحها مظهرًا استثنائيًا. كانت هذه الباقة متاحة أمام العملاء الراغبين في التميز، سواء كانوا يمتلكون سيارة كامري الاقتصادية أو لاند كروزر الفاخرة ذات محرك V8 الجبار. ومع ذلك، لم تحظَ الشعارات الذهبية بانتشار واسع النطاق مقارنة بغيرها من صيحات الموضة، لكنها نجحت في بناء قاعدة خاصة من العشاق المخلصين. بينما اعتبرها البعض مبالغة أو حتى مبتذلة، مفضلين إزالتها أو إعادة طلائها، سارع آخرون إلى البحث عنها في ساحات الخردة، أو عبر المزادات الإلكترونية، بهدف الحصول على هذه القطع الأصلية النادرة التي تحمل جزءًا من تاريخ العلامة.
في المقابل، شهدت العقود الأخيرة تحولًا ملحوظًا في عالم تصميم السيارات، حيث مالت الموضة نحو البساطة والتصاميم السوداء الأنيقة. وتجسد هذا التوجه من خلال طرح تويوتا لطرازات خاصة مثل “نايت شايد”، التي اعتمدت لمسات سوداء عصرية بدلًا من اللمسات الذهبية اللامعة. هذا التغيير يعكس ميلًا عامًا في قطاع السيارات نحو التصميم الكلاسيكي والبسيط، وهو اتجاه مشابه لما نراه في عالم الساعات الفاخرة، حيث يفضل العديد من المهتمين الفولاذ المقاوم للصدأ على الذهب، لما يتمتع به من أناقة ورصانة.
سر البريق الذي تلاشى
بحسب شهادات عشاق تويوتا ولكزس، لم تكن هذه الشعارات الذهبية مجرد قطع بلاستيكية مطلية بشكل عابر، بل كانت عملية تصنيعها أكثر تعقيدًا. كانت تبدأ بقاعدة بلاستيكية متينة، تُغطى بعد ذلك بطبقة معدنية، ثم تُطلى بذهب حقيقي لإضفاء اللمعان المميز. إلا أن التحدي الأكبر تمثل في أن طبقة الطلاء الذهبي كانت رقيقة جدًا، ما جعلها عرضة للتآكل السريع بفعل عوامل الطقس القاسية والاستخدام اليومي، ففقدت بريقها تدريجيًا مع مرور السنوات، لتصبح شاهدًا صامتًا على الزمن.
بالنسبة لعشاق السيارات الكلاسيكية، تظل هذه الشعارات الذهبية النادرة بمثابة اللمسة النهائية المثالية التي تميز سيارات تويوتا ولكزس العائدة إلى حقبة التسعينيات الذهبية. ورغم أن طبقة الطلاء لم تصمد طويلًا أمام قسوة الزمن، إلا أن العثور على مجموعة أصلية اليوم يعتبر ترقية صغيرة وفريدة، تمنح السيارة حضورًا مختلفًا ومتميزًا بين سيارات الحشود، وتحكي قصة جزء من تاريخ صناعة السيارات اليابانية الفاخرة.