في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أطلقت “أوبن إيه آي” جيلًا جديدًا من نماذج الذكاء الاصطناعي لتوليد مقاطع الفيديو، تحت اسم “سورا 2” (Sora 2)، ويتميز هذا النموذج بقدرات فائقة في محاكاة الفيديوهات والأصوات بشكل واقعي للغاية، وذلك حسب ما ورد في تقرير نشرته “إن بي سي”.
يوفر “سورا 2” أيضًا منصة مدمجة لمشاركة مقاطع الفيديو مباشرةً داخل التطبيق، وعلى الرغم من أن النموذج لا يزال في مرحلة الاختبار، إلا أن المقاطع التي يتم إنشاؤها بواسطته قد انتشرت بسرعة كبيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
تؤكد الشركة أن هذا النموذج هو الأفضل في العالم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنتاج مقاطع الفيديو، حيث يمكنه دمج الأشخاص الحقيقيين في مشاهد خيالية بطريقة تجعلها تبدو حقيقية، فهل ينجح “سورا 2” في تحقيق هذا الادعاء؟
بالإضافة إلى ما سبق، إليك بعض النقاط الإضافية حول هذا النموذج الثوري:
- النموذج مازال في مراحله التجريبية الأولى.
- يهدف إلى جعل المحتوى المرئي أكثر جاذبية وواقعية.
- يتيح للمبدعين استكشاف آفاق جديدة في إنتاج الفيديو.
إتقان قوانين الفيزياء
يتميز “سورا 2” بقدرته المحسنة على فهم وتطبيق قوانين الفيزياء، مما يجعل النتائج أكثر واقعية ومصداقية، وهذا التحسين ملحوظ بشكل خاص في المشاهد التي تتضمن حركات معقدة أو تفاعلات ديناميكية.
يشمل هذا التحسين جميع الوظائف التي كانت تمثل تحديًا للجيل الأول من النموذج، مثل إنتاج مقاطع فيديو للحركات البهلوانية أو الرياضات الصعبة، بالإضافة إلى ذلك، يتميز “سورا 2” بقدرته على توليد أصوات واقعية، وهي ميزة لم تكن متاحة في الإصدارات السابقة.
أكدت “أوبن إيه آي” أن “سورا 2” ليس مثاليًا بعد، وأن هناك مجالًا كبيرًا للتحسين، ومع ذلك، يمثل هذا النموذج دليلًا واضحًا على التقدم الكبير الذي تم تحقيقه في مجال تطوير الشبكات العصبية لنماذج توليد الفيديو، واقترابها من تحقيق مستوى عالٍ من الواقعية.
يمكن القول إن القفزة النوعية التي يقدمها “سورا 2” في جودة المقاطع المنتجة تضاهي تلك التي أحدثها “فيو 3” من “غوغل” عند إطلاقه للمرة الأولى قبل عدة أشهر.
حماية المحتوى والمستخدمين
لحماية المستخدمين ومنع الاستخدام الاحتيالي للمقاطع، تقوم الشركة بوضع علامة مائية ديناميكية تتغير باستمرار داخل الفيديو أثناء تشغيله، بالإضافة إلى ذلك، يتطلب دمج أي مستخدم في مقطع فيديو أن يقوم هذا المستخدم بتسجيل فيديو خاص يوضح ملامحه ويتحدث فيه.
تضيف “أوبن إيه آي” أن قيود الرقابة الأبوية المطبقة في “شات جي بي تي” يتم تطبيقها أيضًا على “سورا 2” لحماية المراهقين، ويعمل النموذج وفقًا لمجموعة من القيود الصارمة لمنع توليد مقاطع مسيئة بأنواعها المختلفة، وذلك من خلال فحص جميع الأوامر التي يتم إدخالها إلى النموذج، بالإضافة إلى تحليل مقاطع الفيديو والأصوات المنتجة.
تقوم الشركة أيضًا بتوسيع فرق الرقابة البشرية المسؤولة عن مراقبة النموذج، وذلك لضمان عدم إساءة استخدامه ومراجعة جميع المنتجات التي يتم إنشاؤها داخله.
مقاطع فيديو خيالية قريبة من الواقع
أثار “سورا 2” ضجة كبيرة فور إطلاقه، حيث بدأ المستخدمون في استخدامه لإنشاء مقاطع فيديو تبدو واقعية بشكل مذهل، ولكنها في الواقع غير منطقية، وسرعان ما انتشرت هذه المقاطع على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي.
خلال الإعلان عن النموذج، استعرض غابرييل بيترسون قدرات “سورا 2” من خلال نشر مقطع فيديو على منصة إكس يظهر فيه صورته وهو يركب تنينًا، ويقفز من سفينة شحن، ويركض عبر مكتب “أوبن إيه آي” مع الرئيس التنفيذي للشركة، سام ألتمان.
وفي مقطع آخر، يظهر ألتمان وهو يسرق رسومات فنية من مقر استوديو “غيبلي” الشهير، كما يظهر في مقطع آخر وهو يسرق متجرًا بعد أن صدمه بسيارته، بالإضافة إلى العديد من المقاطع الأخرى التي تستخدم أساليب رسم مختلفة، ولكنها تبدو واقعية للغاية.
شارك أحد مستخدمي منصة إكس مقطعًا خياليًا من تصميمه يستعرض مجموعة من مسلسلات الأنمي المختلفة بأساليب الرسم الخاصة بكل شركة، ولكنها جميعًا مقاطع غير حقيقية تم إنشاؤها بواسطة النموذج، وقد حقق هذا المقطع أكثر من 13 مليون مشاهدة.
إقبال كبير
شهد “سورا 2” إقبالًا كبيرًا من المستخدمين، على الرغم من أنه يعتمد حاليًا على نظام الدعوات فقط، مما يعني أن الوصول إليه واستخدامه يتطلب الحصول على دعوة مسبقة.
لم يمنع هذا الأمر بعض المستخدمين من عرض الدعوات للبيع، وفقًا لتقرير نشره موقع “404 ميديا”، حيث أشار الموقع إلى أن أسعار دعوات الوصول إلى المنصة تتراوح حول 15 دولارًا للدعوة الواحدة على منصة “إي باي” (Ebay).
تكرر الأمر نفسه على منصات التواصل الاجتماعي مثل إكس و”ريديت”، حيث تم رصد عمليات بيع للأكواد الخاصة بالمنصة.
أوضحت “أوبن إيه آي” من جانبها أن إطلاق المنصة سيظل محدودًا لفترة معينة مع فرض قيود على إنتاج مقاطع الفيديو، وبعد ذلك سيتم توسيع نطاق الإطلاق التجريبي ليشمل بقية الدول والتخلي عن نظام الدعوات، ولكن في الوقت الحالي يظل التطبيق متاحًا في الولايات المتحدة فقط، ولا يشمل المنطقة العربية.