يرى توماس وولف، المؤسس المشارك في “هاغنيغ فيس”، أن نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية قاصرة عن تحقيق اختراقات علمية جوهرية ترتقي إلى مستوى الفوز بجائزة “نوبل”، وذلك بحسب تقرير نشرته “سي إن بي سي”.
لماذا يرى وولف أن الذكاء الاصطناعي لا يرتقي إلى مستوى “نوبل”؟
يعزو وولف وجهة نظره إلى عيبين رئيسيين في تقنيات الذكاء الاصطناعي الحالية، أولهما ميل هذه الأدوات إلى موافقة المستخدم الذي يتحدث إليه، وثانيهما أن آلية عملها تقوم على توقع الكلمة أو الرمز التالي الأكثر احتمالاً في الجملة، وهو ما يتعارض مع مفهوم التفكير النقدي الضروري للعلماء، ويؤكد وولف أن العالم الحقيقي لا يحاول التنبؤ بالكلمة التالية الأكثر احتمالاً، بل يسعى لاكتشاف شيء جديد يبدو مستبعدًا ولكنه صحيح في الواقع، وهذا يعني أن العلماء قادرون على تحدي المسلمات واستكشاف الجوانب غير المتوقعة التي قد تحمل الحقيقة.
الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة لا كعالم
تأتي هذه التصريحات في سياق مناقشة أوسع حول قدرات الذكاء الاصطناعي في مجال البحث العلمي، حيث يرى داريو أمودي، المدير التنفيذي لشركة “آنثروبيك”، أن الذكاء الاصطناعي قادر على تحقيق ابتكارات علمية وطبية في وقت أقل بكثير من البشر، ويذهب إلى القول بأن ما قد يستغرق من العلماء قرنًا من الزمان، يمكن للذكاء الاصطناعي إنجازه في غضون عقد واحد فقط، وعلى النقيض من ذلك، يرى وولف أن أدوات الذكاء الاصطناعي يجب أن تقتصر على دور المساعد للعلماء، مساهمةً في توليد الأفكار الجديدة والمبتكرة، بدلاً من أن تحل محلهم كعلماء مستقلين.
الواقع الحالي للذكاء الاصطناعي في البحث العلمي
لا يمكن اعتبار تصريحات وولف متشائمة أو بعيدة عن الواقع بشكل كامل في الوقت الحالي، فالابتكارات الحالية تبدو أقرب إلى الواقع، خاصة مع التقدم الذي أحرزته “غوغل ديب مايند” في تحليل البنية الأساسية للبروتين، وهو إنجاز يساعد العلماء على تطوير أدوية وعلاجات جديدة، وفي المقابل، هناك العديد من الشركات الناشئة التي تسعى جاهدة لتطوير الذكاء الاصطناعي ليصبح قادراً على التفكير النقدي بشكل مستقل.
الجدول الزمني المحتمل لتطوير الذكاء الاصطناعي
فيما يتعلق بالجدول الزمني، يقدم أمودي تقديراً زمنياً طموحاً، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يختصر مدة الاكتشافات العلمية بشكل كبير، بينما يرى وولف أن الذكاء الاصطناعي لا يزال في مرحلة الأدوات المساعدة، وبالتالي، فإن تحديد الإطار الزمني الدقيق لتطور الذكاء الاصطناعي وقدرته على تحقيق ابتكارات علمية جوهرية يظل موضوعًا مفتوحًا للنقاش والبحث.