«خطوة جريئة نحو المنافسة» تسلا تخفض أسعار طرازين لتعزيز المبيعات وجذب شريحة أوسع من المشترين

وكالات

في خطوة تهدف إلى مواجهة تراجع المبيعات وتعزيز حصتها السوقية في ظل المنافسة المتزايدة، كشفت شركة تسلا عن إصدارين جديدين بأسعار أقل من سياراتها الكهربائية الرائجة.

وقد أعلنت الشركة عن طرح سيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات “موديل واي” بسعر يبدأ من 39990 دولارًا أمريكيًا، بالإضافة إلى سيارتها السيدان “موديل 3” التي ستتوفر بسعر 36990 دولارًا أمريكيًا.

وقد شهدت أسهم تسلا انخفاضًا بنسبة 4% قبل فترة وجيزة من إغلاق وول ستريت، مما يعكس ترقب المستثمرين لهذه الخطوة.

يُطلق على هذين الإصدارين الجديدين اسم “ستاندرد”، ويتميزان بقدرتهما على السير لمسافة 516 كيلومترًا بالشحنة الواحدة، مع تسارع أقل مقارنة بالإصدارات الحالية الأعلى المعروفة باسم “بريميوم”.

ووفقًا لموقع تسلا الإلكتروني، يمكن طلب كلا الإصدارين على الفور، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التسليم في الفترة بين ديسمبر 2025 ويناير 2026 في العديد من المواقع.

تجدر الإشارة إلى أن الإصدارين القياسيين يفتقران إلى نظام التوجيه التلقائي “أوتوستير”، وهو نظام مساعدة السائق من تسلا، بالإضافة إلى شاشات اللمس المخصصة للركاب في المقاعد الخلفية.

كما قامت تسلا بإزالة شريط الإضاءة بتقنية “ليد” في موديل “واي” الأرخص، بينما تأتي كلتا السيارتين بمقاعد قماشية مع إمكانية اختيار مقاعد جلدية في موديل “3”، بالإضافة إلى مرايا جانبية قابلة للتعديل يدويًا.

لطالما وعد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي للشركة، بتوفير سيارات بأسعار معقولة لتكون في متناول أكبر شريحة من المستهلكين، على الرغم من إلغاء خطط إنتاج سيارة كهربائية جديدة بالكامل بسعر 25 ألف دولار في العام الماضي، وهو الخبر الذي انفردت به رويترز.

بدلًا من ذلك، اختار ماسك التركيز على تصنيع إصدارات أقل تكلفة تعتمد على طرازات تسلا الحالية، مما أثار مخاوف المستثمرين والمحللين من أن هذه السيارات الأرخص قد تؤثر سلبًا على مبيعات المركبات الحالية وتحد من النمو المستقبلي للشركة.

تواجه تسلا بالفعل تباطؤًا في مبيعات طرازاتها القديمة مع تزايد حدة المنافسة، خاصة في الصين وأوروبا، حيث أثرت آراء ماسك السياسية اليمينية المتطرفة على ولاء المستهلكين للعلامة التجارية.

وكانت تسلا قد أطلقت في وقت سابق من هذا العام نسخة مُحدثة من موديل “واي” تتضمن تحسينات مثل أشرطة إضاءة جديدة وشاشة لمس خلفية.

وأكدت تسلا أنها ستطلق المزيد من المركبات بأسعار معقولة ضمن مجموعتها، لكنها لم تقدم أي تفاصيل إضافية.

وتشير مصادر إلى أن الشركة تخطط أيضًا لطرح نسخة مبسطة من طرازها السيدان متوسط الحجم، موديل 3.

ستكون السيارات ذات الأسعار المعقولة أيضًا عنصرًا أساسيًا في نجاح تسلا في تحقيق هدف تسليم 20 مليون سيارة خلال العقد المقبل، وهو أحد المعالم التشغيلية والتقييمية التي حددها مجلس إدارة الشركة ضمن حزمة الرواتب المقترحة لماسك بقيمة تريليون دولار، وفقًا لصحيفة الغد.

تسلا تُطلق إصدارات جديدة بأسعار تنافسية

في محاولة لتوسيع قاعدة عملائها وتعزيز مبيعاتها، تراهن تسلا على هذه الإصدارات الجديدة الأقل سعرًا، لكن يبقى السؤال: هل ستنجح هذه الاستراتيجية في تحقيق أهداف الشركة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها في السوق؟

التأثير المحتمل على السوق والمنافسين

من المتوقع أن يكون لإطلاق هذه الإصدارات الجديدة تأثير كبير على سوق السيارات الكهربائية، حيث ستزيد المنافسة بين الشركات المصنعة، وقد تدفع المنافسين الآخرين إلى تقديم نماذج مماثلة بأسعار أكثر جاذبية.

مخاوف المستثمرين وتوقعات النمو

على الرغم من التفاؤل الحذر، لا يزال المستثمرون قلقين بشأن التأثير المحتمل لهذه الخطوة على هوامش الربح ونمو الشركة على المدى الطويل، فهل ستتمكن تسلا من الحفاظ على جودة منتجاتها وتقديم قيمة حقيقية للمستهلكين بأسعار أقل؟