
أشاد المخرج الأميركي الشهير والحائز على جائزة إيمي، آر جي كاتلر، بالقفزة النوعية التي حققتها الرياضات الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، معتبراً إياها تطوراً لافتاً للنظر، ويستحق كل الإشادة والتقدير
وأكد كاتلر أن كأس العالم للرياضات الإلكترونية مثّل علامة فارقة وتحولاً تاريخياً في مسيرة هذا القطاع، سواء على الصعيد الإقليمي أو العالمي، مما يعكس الأهمية المتزايدة لهذه الرياضات
والجدير بالذكر أن كاتلر، الذي عايش تفاصيل النسخة الافتتاحية لكأس العالم للرياضات الإلكترونية التي استضافتها الرياض في عام 2024، قد قام بإخراج سلسلة وثائقية تتألف من خمسة أجزاء، وتحمل عنوان “كأس العالم للرياضات الإلكترونية: الطريق إلى القمة”، مسلطاً الضوء على هذا الحدث الضخم
يتم حالياً عرض هذه السلسلة الوثائقية عبر منصة برايم فيديو، حيث تقدم نظرة معمقة على حياة أبرز اللاعبين في هذا المجال، وتعكس بوضوح مستوى الاحترافية العالي والشغف الكبير الذي يميز هذا القطاع الذي يشهد ازدهاراً متزايداً
وفي تصريحات أدلى بها على السجادة الحمراء خلال حفل الافتتاح، صرح كاتلر قائلاً: “الرياضات الإلكترونية تتقدم بثبات نحو قمة المشهد الترفيهي العالمي، وما لمسته في السعودية من حماس جماهيري وبنية تحتية متطورة يثير الإعجاب حقاً”
وأضاف قائلاً: “إن حجم هذا الحدث وطريقة تنظيمه تجاوزا كل التوقعات، وكل جانب فيه يبعث على الدهشة والتقدير”
كما أوضح المخرج: “لقد ركزنا في هذه السلسلة على تقديم القصص الإنسانية للاعبين، وإبراز الاستثمارات الضخمة التي قدمتها مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية في هذا القطاع، وهو ما ساهم في جذب شريحة أوسع من الجمهور، وإظهار كيف يمكن لهذا المجال أن يحدث تغييراً إيجابياً في حياة الناس”
وأشاد كاتلر بقدرة السلسلة الوثائقية على الوصول إلى مختلف الشرائح والفئات، سواء كانوا من عشاق الرياضات الإلكترونية أو من غير المهتمين بها
وأشار: “إن جوهر الرياضات الإلكترونية يكمن في القصص الإنسانية، وهذا ما سعينا إلى إبرازه من خلال تجربتنا في الرياض، حيث يمكن لأي شخص أن يجد صدى وتفاعلاً مع هذه القصص الفريدة والمؤثرة”
شهدت الرياضات الإلكترونية نقلة نوعية من مجرد نشاط ترفيهي إلى ظاهرة عالمية واسعة الانتشار، حيث ساهمت بطولة كأس العالم في تعزيز مكانة هذا القطاع، وتوفير منصة عالمية للفرق واللاعبين للتنافس والنمو، بالإضافة إلى بناء مجتمع عالمي من المشجعين المتحمسين
وأوضح كاتلر أن الصورة النمطية للاعبين قد تغيرت بفضل كأس العالم، مضيفاً: “لقد أصبحت الرياضات الإلكترونية تماماً مثل أي رياضة أخرى، ولكل لاعب حكاية فريدة ومميزة، وهذا ما نقدمه في سلسلتنا الوثائقية الشيقة”
وأكد أن الهدف الأساسي يتركز في إظهار الشغف واللحظات المؤثرة في هذا العالم، حيث تستعرض السلسلة قصصاً درامية وعاطفية تسلط الضوء على شخصيات اللاعبين، وتثير مشاعر متباينة لدى المشاهدين، مما يعزز من تفاعل الجمهور مع اللعبة
تأتي بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية كحجر الزاوية في رؤية السعودية 2030، وجزءاً محورياً من الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، التي تعتبر الأولى من نوعها على مستوى العالم، وتهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الطموحة، تشمل ما يلي:
- تنمية القدرات والمواهب المحلية
- إنشاء منظومة متكاملة بمعايير عالمية
- المساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني من خلال توفير 39 ألف فرصة عمل
- تحقيق مساهمة بقيمة 13,3 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بحلول عام 2030
لقد كانت النسخة الأولى من البطولة حدثاً تاريخياً بكل المقاييس، حيث استقطبت نخبة من أفضل اللاعبين على مستوى العالم إلى الرياض للتنافس على جوائز قياسية، وفي عام 2025، يشهد الحدث توسعاً ملحوظاً ليشمل أكثر من 2000 لاعب يمثلون 200 نادياً من أكثر من 100 دولة، يتنافسون في 25 بطولة و24 لعبة مختلفة، بما في ذلك:
- Call of Duty: Black Ops 6
- League of Legends
- EA FC 25
- Rocket League
- PUBG Battlegrounds وغيرها
يستمر هذا الحدث المثير حتى 24 أغسطس 2025، ويتزامن مع مهرجان كأس العالم للرياضات الإلكترونية، الذي يحتفي بثقافة الألعاب والرياضات الإلكترونية من خلال تقديم تجارب تفاعلية ممتعة، وعروض حية شيقة، ومسابقات مثيرة، وتجارب ترفيهية فريدة من نوعها، مما يعزز التبادل الثقافي، ويسلط الضوء على التراث الثقافي السعودي الغني أمام الزوار القادمين من جميع أنحاء العالم
يواصل كأس العالم للرياضات الإلكترونية تعزيز مكانته وتوسيع نطاق تأثيره العالمي، حيث شهد حجم جوائز البطولة، ومبيعات التذاكر، وأعداد الزوار ارتفاعاً ملحوظاً في عام 2025، بالإضافة إلى انضمام النجم العالمي كريستيانو رونالدو كسفير عالمي للحدث، والعرض المميز الذي قدمه النجم الموسيقي بوست مالون في حفل الافتتاح
يعكس هذا الحدث الطموحات الكبيرة للمملكة العربية السعودية في أن تصبح مركزاً رائداً للألعاب والرياضات الإلكترونية على مستوى العالم، ويؤكد التزامها الراسخ بدعم التكنولوجيا والثقافة، وتحويل المنطقة إلى وجهة مفضلة لاستضافة المنافسات العالمية رفيعة المستوى
وفي ختام حديثه، صرح كاتلر قائلاً: “لقد بلغت قيمة جوائز البطولة في العام الماضي 60 مليون دولار، والآن تجاوزت 70 مليون دولار، بالإضافة إلى البنية التحتية المذهلة، والشغف الجماهيري الذي لا يوصف، يجب على كل مشجع أن يعيش تجربة كأس العالم للرياضات الإلكترونية لكي يدرك حجم وعظمة هذا الحدث”