«صرخة الحسيمة» إحراق فنان موسيقي من ذوي الإعاقة يشعل موجة غضب عارمة ودعوات للقصاص العاجل

شهدت مدينة الحسيمة، أمس الثلاثاء، حادثة مروعة أثارت استياءً واسعًا، تمثلت في تعرض الفنان الموسيقي الملتزم “سوليت”، المعروف في منطقة الريف، لجريمة بشعة، وذلك وفقًا لما أوردته “زنقة 20” من الرباط.

وتشير المصادر المحلية إلى أن الفنان الأمازيغي، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، استُهدف بمحاولة قتل وحشية تمثلت في إضرام النار في جسده، وذلك على مستوى شارع الزلاقة بقلب مدينة الحسيمة.

وقد أظهر مقطع فيديو صادم، انتشر على نطاق واسع عبر الإنترنت، تفاصيل الحادث، حيث قام شخص يُعتقد أنه يعاني من اضطرابات عقلية بجر الفنان “سوليت”، الذي يعاني من إعاقة حركية، ثم قام بسكب البنزين عليه وإشعال النيران فيه أمام مرأى ومسمع المارة، في مشهد أثار الرعب والاستنكار.

وقد سارع مواطنون شجعان إلى التدخل لإنقاذ الفنان سوليت، حيث تم نقله فورًا لتلقي العلاج اللازم في المستشفى الإقليمي، بينما أُلقي القبض على الجاني، وسط إدانة مجتمعية واسعة لهذه الجريمة المروعة التي وُصفت بالهمجية والوحشية.

تفاقم الحالة الصحية للفنان سوليت

نظراً لخطورة حالته الصحية والحروق البليغة التي تعرض لها الفنان “سوليت”، استدعت الضرورة نقله إلى المستشفى الجامعي محمد السادس بمدينة طنجة لمواصلة تلقي الرعاية الطبية المتخصصة.

وأفاد مقربون من الفنان الأمازيغي، المعروف بأغانيه الملتزمة ورسالته الفنية، بأنه يرقد حالياً في غرفة الإنعاش بوضعية صحية حرجة للغاية، حيث كشف رئيس قسم الحروق بالمستشفى الجامعي أن نسبة الحروق التي طالت جسده تتراوح ما بين 30 و35%، مع تركيز أشد الخطورة على مناطق الوجه والعنق والرأس، مما يثير قلقاً بالغاً على حياته.

جدل حول موقف مصور الواقعة

وفي سياق متصل، أعرب العديد من المتابعين عن استيائهم وغضبهم من تصرف أحد الأشخاص الذين كانوا متواجدين في موقع الحادث، والذي ظهر في مقطع الفيديو وهو يقوم بتوثيق الجريمة بهاتفه المحمول بدلاً من تقديم المساعدة للضحية.

وقد نشر هذا الشخص توضيحاً عبر صفحته على فيسبوك، مبرراً تصرفه بأن دافعه لالتقاط الصور لم يكن بدافع التلذذ بالمشهد المروع أو اللامبالاة، بل كان بهدف “توثيق الحادث كدليل قاطع يدين الجاني في هذه الجريمة البشعة”.

وأضاف في منشوره: “لم أرَ الضحية إلا بعدما اجتاحت النيران جسده، وفي ظل غياب الخبرة الطبية أو الإسعافية الضرورية للتعامل مع هذا الموقف الصادم، كان تأمين الدليل هو الإجراء الأهم الذي تبادر إلى ذهني في لحظات الارتباك الأولى”، في محاولة لتبرير موقفه الذي أثار جدلاً واسعاً.

التحقيقات الجارية والإجراءات القانونية

وفي هذا الصدد، أكدت النيابة العامة في بلاغ رسمي أنها بادرت فوراً باتخاذ الإجراءات القانونية الضرورية، حيث أمرت بفتح تحقيق قضائي شامل وموسع للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه الواقعة، كما تقرر وضع المشتبه فيه رهن تدبير الحراسة النظرية في إطار البحث الذي تشرف عليه السلطات المختصة، وذلك لضمان سير العدالة.

في السياق ذاته، جرى نقل الضحية على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العناية الطبية العاجلة والضرورية، فيما تتواصل الأبحاث والتحريات لكشف كافة تفاصيل الحادث المأساوي، مع التأكيد على أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة والحازمة فور استكمال التحقيق وتحديد المسؤوليات.