في تطور صادم هز الأسواق اليمنية، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا جنونيًا وغير مسبوق منذ عقود، حيث تخطى سعر الجرام الواحد عيار 24 حاجز الـ 62 ألف ريال، مسجلًا تحديدًا 62,309 ريال يمني، وهو رقم يحبس الأنفاس ويعكس حجم الصدمة التي يعيشها اليمنيون. وفي الوقت الذي كان فيه الموظف اليمني قبل الحرب قادرًا على شراء 15 جرامًا من الذهب براتب شهر واحد، بات اليوم يحتاج إلى ثلاثة أشهر كاملة لشراء جرام واحد فقط.
شهد سوق الذهب اليمني “زلزالاً” حقيقيًا مع وصول الأسعار إلى مستويات فلكية لم يتخيلها أحد، حيث سجل عيار 21، وهو الأكثر طلبًا، سعر 60,520 ريالًا، بينما تجاوزت الأونصة الواحدة 1,942,701 ريال، وهو ما يعادل ثمن سيارة كاملة في السوق اليمني. وقد وقف العشرات أمام محلات الذهب مصدومين، تتلألأ أعينهم بالدموع وهم يحسبون السنوات التي سيحتاجونها لتأمين ثمن خاتم زواج، معلقًا التاجر المخضرم سالم باصهي، الذي أمضى 40 عامًا في المهنة، بأن “40 عاماً من العمل لم أشهد أسعاراً مجنونة كهذه”، وذلك بينما يراقب زبائنه المترددين أمام واجهات محله.
قد يعجبك أيضا :
أسعار الذهب ومقارنات القوة الشرائية في اليمن
نوع الذهب / المقارنة | القيمة الحالية | القيمة التاريخية / المقارنة |
---|---|---|
جرام الذهب عيار 24 | 62,309 ريال يمني | أول مرة في التاريخ يتجاوز 62 ألف ريال. |
جرام الذهب عيار 21 | 60,520 ريال يمني | الأكثر طلباً في السوق. |
أونصة الذهب | 1,942,701 ريال يمني | يعادل ثمن سيارة كاملة في السوق اليمني. |
قدرة الموظف اليمني على شراء الذهب | 1 جرام براتب 3 أشهر حالياً. | 15 جراماً براتب شهر واحد قبل الحرب. |
العوامل الرئيسية وراء الارتفاع الصادم
منذ اندلاع الحرب عام 2014، تضاعفت أسعار الذهب في اليمن 15 مرة، محوِّلةً معدن الأحلام إلى كابوس يؤرق الكثيرين، وقد اجتمعت عدة عوامل لتخلق هذه العاصفة المدمرة، أبرزها انهيار الريال اليمني بنسبة 400% أمام الدولار، إلى جانب إغلاق البنوك، ونقص السيولة الحاد، والارتفاع المستمر لأسعار النفط عالمياً. وتذكرنا هذه الأرقام بالوضع الاقتصادي المتدهور في فنزويلا ولبنان خلال أزماتهما، حيث أصبح الذهب سلعة حصرية للأثرياء فقط، ويحذر الخبراء من إمكانية وصول سعر الجرام إلى 70 ألف ريال خلال الأشهر القادمة، إذا استمرت الظروف الراهنة دون تغيير.
الآثار الاجتماعية والاقتصادية العميقة
في مشهد مأساوي يعكس حجم المعاناة، تبكي أم لثلاث بنات في أحد أحياء صنعاء الشعبية، قائلة: “كيف سأزوج بناتي بدون ذهب؟ هذا جزء من تراثنا وكرامتنا”، بينما اضطر أحمد الحداد، الموظف الحكومي، لبيع خاتم زواجه الذهبي لتأمين ثمن دواء والده، ويتوقع الخبراء تراجع نسب الزواج بنحو 40% بسبب عجز الأسر عن تأمين متطلبات الذهب التقليدية، الأمر الذي يهدد النسيج الاجتماعي. وفي المقابل، يحتفل التاجر محمد الصوفي الذي نجح في مضاعفة ثروته ثلاث مرات خلال عامين، مستفيدًا من الاستثمار الذكي في الذهب، مؤكدًا أن “الذهب أصبح الملاذ الوحيد للحفاظ على القيمة في ظل انهيار الريال”.
قد يعجبك أيضا :
توقعات مستقبلية ومصير الذهب في اليمن
لم يعد الذهب في اليمن مجرد معدن ثمين، بل تحول إلى مؤشر قاسٍ لحجم المأساة الاقتصادية التي يعيشها الشعب اليمني، ومع استمرار الأزمة، يتوقع أن يخرج الذهب كليًا من متناول الطبقة الوسطى، ليصبح حكرًا على الأثرياء فقط، لذا، ينصح الخبراء كل مواطن بمتابعة الأسعار لحظيًا واتخاذ قرارات سريعة ومدروسة قبل فوات الأوان. ويطرح السؤال الآن: هل سيصل الذهب إلى عتبة الـ 100 ألف ريال للجرام، أم أن هناك بصيص أمل يلوح في الأفق لعودة الأسعار إلى مستوياتها الطبيعية؟