في مركز الطيور بولاية رود آيلاند، يتبع موظفو إعادة التأهيل منهجية فريدة ومبتكرة، حيث يرتدون أقنعة على شكل طيور أثناء إطعام الفراخ اليتيمة، تهدف هذه الاستراتيجية إلى منع الطيور الصغيرة من ربط مصدر غذائها أو شعورها بالأمان بوجود البشر، مما يمنحها فرصة أفضل بكثير للاعتماد على غرائزها الطبيعية وتطوير قدرتها على البقاء بمفردها بعد إطلاقها مجددًا في البرية.
عناية مكثفة منذ اللحظات الأولى
لقد كشف المركز مؤخرًا عن مقطع فيديو يوثق جهود موظفيه وهم يقومون بإطعام أربعة غربان صغيرة كانت تحت رعايتهم، وقد أوضح الفريق المتخصص أنهم تولوا العناية بهذه الطيور منذ أن كانت بعمر أيام قليلة فقط، مقدمين لها وجبات غذائية منتظمة كل 15 دقيقة خلال مراحل نموها الأولى، مع متابعة حثيثة لنموها وتطورها المستمر حتى تمكنت من المشي والجثم والطيران تدريجيًا، وذلك وفقًا لما نشره موقع mymodernmet.
رحلة العودة إلى البرية: خطوات حاسمة
بعد خمسة أشهر من الرعاية الدقيقة والمستمرة، أصبحت الغربان مستعدة تقريبًا للعودة إلى موطنها الطبيعي، وقد باشر المركز بالفعل بعملية إطلاق تجريبية ناجحة، حيث بدأت الطيور في استكشاف محيطها الخارجي بحذر، مع الحفاظ على قدرتها على العودة إلى الحظيرة المخصصة للطيران عند الحاجة، ويتوقع فريق العمل المتخصص أن تظل هذه الغربان قريبة من المركز لبضعة أسابيع إضافية قبل أن تستقر بشكل كامل في المحمية الطبيعية المحيطة.
تجارب ناجحة سابقة مع فصائل متنوعة
تؤكد إدارة المركز أن هذه ليست المرة الأولى التي يطبق فيها هذه التقنية المبتكرة، ففي تجارب سابقة ناجحة، قام الموظفون بارتداء أقنعة على شكل بومة لإطعام صغار البوم اليتيمة، بالإضافة إلى استخدام دمى واقعية تحاكي سلوك الطيور البالغة، ويشدد القائمون على المركز على أن هذه المنهجية المتبعة تحد بشكل كبير من أي تأثير بشري قد يؤثر على الطيور، وتسهم بفعالية في تنمية غرائزها الطبيعية وحمايتها من التعلق بالبشر، مما يعزز فرصها في البقاء بالبرية.