تُوجت ماريا كورينا ماتشادو، الشخصية البارزة في المعارضة الفنزويلية، بجائزة نوبل للسلام، تقديرًا لجهودها الدؤوبة في “تعزيز الحقوق الديمقراطية للشعب الفنزويلي ونضالها من أجل تحقيق انتقال عادل وسلمي من الديكتاتورية إلى الديمقراطية”، وذلك وفقًا لما أعلنته لجنة جائزة نوبل النرويجية في بيان صحفي.
إهداء الجائزة وتأكيد العزم
مباشرة بعد إعلان فوزها، أهدت ماتشادو الجائزة “إلى الشعب المعذب في فنزويلا” وإلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، معبرة عن امتنانها لدعمه. وكتبت ماتشادو على منصة X: “هذا التكريم لنضال جميع الفنزويليين يعزز مهمتنا: لغزو الحرية”، مؤكدة على أن هذا التقدير يمثل حافزًا قويًا لمواصلة النضال.
وأضافت: “نحن على عتبة النصر، واليوم أكثر من أي وقت مضى نعول على الرئيس ترامب، وشعب الولايات المتحدة، وشعوب أمريكا اللاتينية، والدول الديمقراطية في العالم كحلفائنا الرئيسيين لتحقيق الحرية والديمقراطية، أهدي هذه الجائزة إلى الشعب المعذب في فنزويلا وإلى الرئيس ترامب لدعمه الحاسم لقضيتنا!”.
دعم ترامب وجهود ماتشادو
في يناير الماضي، كان ترامب قد أعرب عن دعمه لماتشادو، مشيدًا بتعبيرها “السلمي عن أصوات وإرادة الشعب الفنزويلي من خلال مئات الآلاف من المتظاهرين ضد النظام”، مؤكدًا على أهمية صوت الشعب في تحديد مستقبل البلاد.
وقد أشادت اللجنة بماتشادو لمواقفها الشجاعة في مواجهة الدولة الفنزويلية “الوحشية والاستبدادية” لسنوات، مثمنة صمودها في وجه التحديات. فازت بعضوية الجمعية الوطنية في البلاد عام 2010، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، ورغم فرار نحو 8 ملايين شخص من البلاد، بقيت ماتشادو لتخوض الانتخابات الرئاسية كمرشحة المعارضة ضد الرئيس نيكولاس مادورو، حسب اللجنة، مما يدل على التزامها تجاه شعبها ووطنها.
تحديات وعقبات في المسيرة
تم حظر ترشح ماتشادو من قبل النظام بتهم مزعومة بالانتهاكات المالية أثناء عملها كمشرعة، وأيدت مرشحًا آخر في 2024، بحسب نيويورك تايمز، مما يوضح التحديات السياسية التي واجهتها.
وعلى الرغم من هذه العقبات، حشدت ماتشادو مراقبين في جميع أنحاء البلاد لضمان شفافية الانتخابات، ووصفت اللجنة جهود المعارضة في فنزويلا بأنها “مبتكرة وشجاعة، سلمية وديمقراطية”، مؤكدة على أهمية الشفافية والنزاهة في العملية الانتخابية.
وادعت المعارضة أنها فازت بالانتخابات، لكن مادورو رفض التنحي، وفقًا لنيويورك تايمز، مما أدى إلى مزيد من التوتر السياسي.
معايير الفوز بالجائزة
قالت اللجنة: “ماريا كورينا ماتشادو تستوفي جميع المعايير الثلاثة الواردة في وصية ألفريد نوبل لاختيار الفائز بجائزة السلام، لقد وحدت معارضة بلادها، لم تتراجع أبدًا في مقاومة عسكرية المجتمع الفنزويلي، وكانت ثابتة في دعمها للانتقال السلمي إلى الديمقراطية”.
المعايير الثلاثة هي: نزع السلاح، الأخوة بين الأمم، ومؤتمرات السلام، وفقًا لمركز نوبل للسلام.
طموحات ترامب لجائزة نوبل
عبر ترامب مرارا عن رغبته وأحقيته في الحصول على جائزة نوبل للسلام، وبعد عودته للبيت الأبيض، شن حملة خلف الأبواب للضغط على اللجنة النرويجية التي تختار الفائز، وفقا لـ”بلومبرغ”.
قاومت اللجنة المسؤولة عن اختيار الفائز الضغوط لسنوات، لكن الأمر قد يختلف هذه السنة، خصوصًا مع ترامب. وقال ترامب أمام الوفود الحاضرة في الدورة 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة: “الجميع يقول إنني يجب أن أحصل على جائزة نوبل للسلام”.
كما صرح الشهر الماضي بأن حرمانه من هذه الجائزة سيكون “إهانة كبيرة” لأميركا.