- الدكتور جيجو دوان: تجمع البريكس يعد بديلاً للدول التي تشعر بعدم اليقين بسبب التغيرات الدولية.
- مامادو بيتيه: الجنوب العالمي يمثل الآن 40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و46% من الصادرات العالمية.
- الدكتور توماس جومارت: دول الجنوب بإمكانها الاستفادة من ميزتها الديموغرافية في عدد الشباب، على عكس أوروبا والصين.
- سانجوي جوشي: دونالد ترامب كان هبة للبشرية، حيث دفع الدول للحديث عن الاستقلال الذاتي، خاصة في أوروبا. ماريا جابرييل: الجنوب العالمي هو واقع جيوسياسي، وعلى أوروبا معالجة نقاط ضعفها.
شهد اليوم الثاني من الدورة الثانية لمنتدى القاهرة الثاني (CAIRO FORUM 2)، الذي ينظمه المركز المصري للدراسات الاقتصادية، انعقاد جلسة حوارية مهمة تحت عنوان: “بين مجموعة البريكس وغرب مضطرب. كيف يبدو مستقبل دول الجنوب العالمي؟”، حيث أدار النقاش الدكتورة دينا شريف، المديرة التنفيذية لمركز كوا شاربر التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا للرخاء وريادة الأعمال.
ناقشت الجلسة تأثير توسع مجموعة البريكس على المشهد الاقتصادي والسياسي للأسواق الناشئة، وكيف سيؤثر هذا التوسع في العلاقات مع الدول الغربية.
أشارت ماريا جابرييل، نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية السابقة لجمهورية بلغاريا، إلى أن مفهوم “الجنوب العالمي” أصبح واقعًا جيوسياسيًا، ومنطقة دائمة الديناميكية، وأكدت على ضرورة تقديم الاتحاد الأوروبي وفرص التعاون مع هذه المنطقة، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا للاتحاد، مشيرةً إلى وجود فرص أكبر لترسيخ موقع أوروبا كلاعب رئيس في هذه الساحة الجيوسياسية.
في المقابل، تساءل سانجوي جوشي، رئيس مركز الفكر الهندي “أوبزيرفر”، حول دلالة مفهوم الجنوب العالمي، معتبرًا أنه ليس تجمعًا بل شعورًا ناتجًا عن نموذج الاقتصاد الاستغلالي، الذي عاشه الجميع خلال فترة الاستعمار، ثم ظهر بعد الحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى التسلسل التاريخي للدول المرتبطة بالمفهوم، منذ حركة عدم الانحياز وحتى التساهل معها من قبل ما يعرف بالشمال العالمي، محذرًا من أن هذا المفهوم يعكس تصورًا مضللًا بأن هناك تجمعًا يمثل الجنوب مقابل الشمال، حيث بدأت البريكس الآن تمثل زخمًا جديدًا واقتصادات تنمو بسرعة مع هيكل سكاني يؤيدها، مضيفًا أنه إذا كان للبريكس تأثير، فذلك لأنها تقود الخطاب العالمي الآن.
اعتبر الدكتور توماس جومارت، مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أن مفهوم دول الجنوب يخلق شعورًا بعدم الراحة، إذ أن المنطقتين اللتين تعتبران فائضًا تجاريًا، وهما الصين وأوروبا، تعانيان من شيخوخة سكانية متزايدة بسرعة أكبر مما هو متوقع، بينما هناك دول مثل الهند ومصر التي يمكن أن تستفيد من ميزتها الديموغرافية، ورغم الفجوة الحالية بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والحرب التجارية التي تسببت بها إدارة ترامب، إلا أن هذا النموذج يعتبر الأكثر فعالية من الناحية الأيديولوجية.
يرى مامادو بيتي، السكرتير التنفيذي لمؤسسة بناء القدرات الأفريقية، أن السؤال الأكثر أهمية ليس كيفية التعامل مع تجمع البريكس أو القوى الناشئة، بل كيف يمكن للدول أن تبني قوتها من الداخل لتصبح لاعبة في هذه الأوضاع الجديدة، مشيرًا إلى أن تصوّر الشمال والجنوب كان قائماً على حقائق اقتصادية، تعكس شمالًا قويًا وجنوبًا ناميًا، ولكن الواقع الحالي يشير إلى أن الجنوب العالمي يمثل 40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و46% من صادرات العالم، و57% من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر.
وحسب الدكتور جيجو دوان، الأستاذ المساعد في جامعة تسينغهوا، فإن دول البريكس تتكون من دول غير غربية تواجه عدم اليقين والخوف من التطورات المستقبلية، مبرزًا أنه في ظل هذا الانتقال، تتطلع العديد من دول العالم النامي إلى بدائل وتنوع الخيارات المتاحة، مشيرًا إلى أن من حق كل دولة الدفاع عن مصالحها الوطنية، بما في ذلك الصين، التي استفادت كثيرًا من النظام المالي الحالي مثل العديد من الدول الأخرى، وتسعى للتعامل مع واقع التفتت القائم.
أكدت ماريا جابرييل على ضرورة معالجة الجانب الأوروبي لنقاط الضعف المرتبطة بمشاكلها الداخلية والشركاء الخارجيين، مشيرةً إلى أهمية التعامل مع “البوابة العالمية”، في ظل انفصال واضح يحدث بين أوروبا والولايات المتحدة، حيث تبدو الكتلة الغربية كأنها تمر بمرحلة من التشتت أو التحولات في الأولويات، لذا يعد من الضروري أن يعتمد الاتحاد الأوروبي نهجاً أكبر يعتمد على التعاون المشترك مع الجنوب العالمي أو الأسواق الناشئة.
واقترحت ماريا أربعة عناصر للتعامل مع الوضع القائم، تقوم على تنويع الشراكات، وزيادة دور الدول من وسط وشرق أوروبا، وزيادة الاستثمارات مع معالجة الانتقادات الموجودة، كما يجب وضع أجندة مشتركة مع الشركاء الأوروبيين.
بدوره، اعتبر سانجوي جوشي أن الفرص المتاحة للتعاون كثيرة، إلا أن هناك فرصة كبيرة تتجلّى في الرئيس دونالد ترامب، الذي يمكن اعتباره هبة من الله للبشرية بطرق معينة، حيث جعل الدول تدرك، بما فيها أوروبا، أهمية الاستقلال الذاتي الاستراتيجي والتعددية في التحالفات.
