«صدمة في عالم التكنولوجيا» نيويورك تشن حربًا قضائية على عمالقة السوشيال ميديا بتهمة إدمان الأطفال

تواجه شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل فيسبوك وغوغل وسناب شات وتيك توك، تحديًا قانونيًا جديدًا، حيث رفعت مدينة نيويورك دعوى قضائية تتهمها بتأجيج أزمة صحة نفسية متفاقمة بين الأطفال، من خلال التسبب في إدمانهم على منصات التواصل الاجتماعي، وتسعى الدعوى إلى تحميل هذه الشركات المسؤولية عن الأضرار التي لحقت بالصحة النفسية للشباب في المدينة.

الدعوى القضائية وتفاصيلها

تتألف الدعوى المرفوعة أمام محكمة مانهاتن الفيدرالية من 327 صفحة، وتطالب بتعويضات مالية من شركة ميتا (المالكة لفيسبوك وإنستغرام)، وشركة ألفابت (المالكة لغوغل ويوتيوب)، وشركة سناب (المالكة لسناب شات)، وشركة بايت دانس الصينية (المالكة لتيك توك)، وتتهم الدعوى هذه الشركات بالإهمال الجسيم والتسبب في إزعاج عام، مما أدى إلى تفاقم مشاكل الصحة النفسية بين الشباب.

نيويورك تنضم إلى دعاوى قضائية مماثلة

تأتي هذه الخطوة من مدينة نيويورك في إطار حركة متنامية، حيث انضمت المدينة إلى حكومات أخرى ومناطق تعليمية وأفراد، ليرتفع عدد الدعاوى القضائية المماثلة إلى حوالي 2,050 دعوى على مستوى البلاد، وتعتبر نيويورك من بين أكبر المدعين في هذه القضية، نظرًا لعدد سكانها الكبير الذي يبلغ 8.48 مليون نسمة، من بينهم حوالي 1.8 مليون شخص دون سن 18 عامًا، بالإضافة إلى أنظمة التعليم والرعاية الصحية في المدينة التي تتحمل أعباء هذه الأزمة.

ردود فعل شركات التكنولوجيا

أعربت شركة غوغل عن رفضها للادعاءات المتعلقة بيوتيوب، حيث صرح المتحدث باسم الشركة، خوسيه كاستانيدا، بأن هذه الادعاءات “غير صحيحة على الإطلاق”، وأوضح أن يوتيوب يعتبر خدمة بث فيديو، وليس شبكة تواصل اجتماعي تتيح التواصل المباشر بين الأفراد.

انسحاب تكتيكي من دعوى سابقة

أوضح متحدث باسم إدارة الشؤون القانونية في مدينة نيويورك أن المدينة قد انسحبت من الدعوى القضائية التي أعلن عنها رئيس البلدية إريك آدامز في فبراير 2024، والتي لا تزال قيد النظر في محاكم ولاية كاليفورنيا، وذلك بهدف الانضمام إلى عملية التقاضي الفيدرالية الأوسع نطاقًا، مما يتيح للمدينة المشاركة في جهد موحد على المستوى الوطني.

استغلال نفسي للشباب لتحقيق الربح

تؤكد الشكوى المقدمة أن الشركات المتهمة صممت منصاتها “لاستغلال نفسية الشباب وفسيولوجيا أجهزتهم العصبية”، مما يدفعهم إلى الاستخدام القهري سعيًا وراء الربح، وتشير الشكوى إلى أن هذه التصميمات تهدف إلى إبقاء المستخدمين مدمنين على المنصات، بغض النظر عن الأضرار المحتملة على صحتهم النفسية.

إحصائيات مقلقة حول استخدام الشاشات

كشفت الشكوى عن إحصائيات مقلقة، حيث اعترف 77.3% من طلاب المدارس الثانوية في مدينة نيويورك، و82.1% من الفتيات، بقضاء ثلاث ساعات أو أكثر يوميًا أمام الشاشات، بما في ذلك التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، ويُسهم هذا الاستخدام المفرط في قلة النوم والتغيب المزمن عن المدرسة، مما يؤثر سلبًا على تحصيلهم الدراسي وصحتهم العامة.

مواقع التواصل خطر على الصحة العامة

أعلن مفوض الصحة في مدينة نيويورك أن مواقع التواصل الاجتماعي تُشكل خطرًا على الصحة العامة في يناير 2024، مما يعكس القلق المتزايد بشأن تأثير هذه المنصات على الصحة النفسية للشباب، وأشارت الشكوى إلى أن المدينة، بما في ذلك مدارسها، اضطرت إلى إنفاق المزيد من أموال دافعي الضرائب لمعالجة أزمة الصحة النفسية للشباب الناتجة عن إدمان مواقع التواصل الاجتماعي.

حوادث خطيرة مرتبطة بمواقع التواصل

ألقت المدينة باللوم على مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا في زيادة حوادث الركوب على سطح عربات مترو الأنفاق أثناء تحرك القطارات، وكشفت بيانات الشرطة أن ما لا يقل عن 16 شخصًا لقوا حتفهم بسبب هذه الظاهرة منذ عام 2023، بما في ذلك فتاتان تبلغان من العمر 12 و13 عامًا هذا الشهر، مما يسلط الضوء على المخاطر الجسدية المحتملة المرتبطة بالسلوكيات التي يتم الترويج لها على هذه المنصات.

المطالبة بتحمل المسؤولية

اختتمت المدينة بيانها بالتأكيد على أنه “يجب محاسبة المدعى عليهم على الأضرار التي تسبب بها سلوكهم”، وأضافت أن “حاليًا، يقع على عاتق المدعين مسؤولية تخفيف الإزعاج وتحمل التكاليف”، مما يعكس تصميم المدينة على تحميل شركات التكنولوجيا المسؤولية عن الأضرار التي لحقت بالصحة النفسية لشبابها.