في كل عام، يطل اليوم العالمي للفتاة ليجدد في الأذهان أهمية حقوق الفتيات الأساسية، التي تشمل حق التعليم، والاستقلال الذاتي، والقدرة على اتخاذ قراراتهن المصيرية. وعلى الرغم من الدور الحيوي لشبكات الدعم من الأهل، الأصدقاء، والمجتمع، يظل التمكين الحقيقي ينبع من جوهر الذات، تحديداً من تلك اللحظة التي تكتشف فيها الفتاة قدرتها على الاعتماد على نفسها، وصياغة مسار حياتها بثقة وعزيمة.
إن وجود الآخرين في حياتنا يمثل نعمة لا تُقدر بثمن، إلا أن المبالغة في الاعتماد عليهم قد تُضعف إحساسنا بالقوة الذاتية. حين نؤمن بقدرتنا على إدارة شؤوننا الحياتية واتخاذ قراراتنا الخاصة، فإننا بذلك نُرسي اللبنة الأولى للتمكين على الصعيدين الشخصي والاجتماعي.
وفيما يلي سبع خطوات عملية، وفقًا لموقع “women’s day”، ستساعد كل فتاة على تعزيز استقلاليتها وبناء شخصية قوية وواثقة:
تحمل المسؤولية
الاعتماد على الذات يعني أن تكوني مسؤولة عن اختياراتك وقراراتك، وأن تتعاملي مع التحديات بثقة وإقدام. على سبيل المثال، تولّي إدارة شؤونك المالية بنفسك، وواجهي مشكلاتك دون انتظار تدخل الآخرين لحلها، ورغم أن هذا المسار قد لا يكون سهلاً دائمًا، فإنه يمنحك شعورًا عميقًا بالتحكم في حياتك ويرفع من تقديرك لذاتك.
اتخاذ قراراتك بنفسك
الاستقلال الحقيقي يبدأ بقرار بسيط تتخذينه بمفردك، فحينما تتخذين قراراتك، تصبحين أنتِ مالكة زمام أمورك، وقادرة على توجيه مسار حياتك، وقد يبدو إسناد مهمة الاختيار للآخرين أمرًا مريحًا، لكن القوة الحقيقية تكمن في تحمل نتائج قراراتك بثقة، لذا ابدئي بخطوات صغيرة، وستتزايد جرأتك تدريجيًا لمواجهة قرارات أكبر وأكثر تعقيدًا.
تطوير مهاراتك العملية
كل مهارة جديدة تكتسبينها تُعزز من قدرتك على الاعتماد على ذاتك واستقلاليتك، سواء كانت مهارات في الطهي، أو الصيانة المنزلية البسيطة، أو التعامل مع التقنيات الحديثة، فكل ذلك يقلل من حاجتك المستمرة للآخرين، وينمي استقلاليتك الشخصية، لا تترددي في التعلم المستمر، فكل مهارة جديدة هي أساس قوي لبناء تمكينك الشخصي.
الاعتناء بجسمك وصحتك
العناية بالصحة الجسدية ليست مجرد رفاهية، بل هي جزء لا يتجزأ من الاعتماد على الذات، فممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي، والمتابعة الطبية المستمرة، جميعها عوامل تزيد من ثقتك بنفسك وتمنحك قدرة أكبر على الاعامتد على قوة جسدك، فصحة جيدة تُعد ركيزة أساسية للاستقلال والتمكين الشخصي.
فهم مشاعرك والتصالح معها
الاعتماد على النفس لا يعني تجاهل المشاعر، بل يتطلب فهمها واحتواءها بشكل صحي، فعندما تتصالحين مع مشاعرك وتعبرين عنها بأسلوب سليم، تصبحين أقل اعتمادًا على الآخرين في توفير الدعم العاطفي أو التهدئة، وهذا التوازن الداخلي يخلق لكِ بيئة آمنة للنمو والتطور بثبات وقوة.
التعبير عن مشاعرك السلبية بطرق صحية
بدلاً من كبت الغضب أو توجيهه نحو الآخرين، استخدمي أساليب بناءة لتفريغ هذه المشاعر، كأن تمارسي الرياضة، أو تكتبي، أو ترسمي، أو تنخرطي في أي نشاط تحبينه، هذه الخطوات البسيطة لا تُعيد لكِ الطاقة الإيجابية فحسب، بل تُعزز أيضًا من شعورك بالسيطرة على ذاتك.
التوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين
التمكين الحقيقي لا يُقاس بما يملكه الآخرون، بل بما تحققينه أنتِ لنفسك من إنجازات وقيم، فالمقارنة المستمرة قد تسلبك الشعور بقيمتك الذاتية، لذا، خصصي وقتًا لتدوين صفاتك الجميلة، ومهاراتك الفريدة، وإنجازاتك، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، هذه التمارين البسيطة ستُذكرك دائمًا بأنكِ قادرة، ومميزة، ومكتفية بذاتك.