في إنجاز فريد من نوعه، قرر الأسترالي ليس ستيوارت تحقيق هدف استثنائي، تمثّل في كتابة جميع الأرقام من واحد إلى مليون يدوياً باستخدام آلة كاتبة، استغرق هذا المشروع الضخم 16 عاماً كاملة لإنجازه، ليخلّد بذلك اسمه في موسوعة جينيس للأرقام القياسية ضمن فئة “أسرع وقت لكتابة الأرقام من واحد إلى مليون”.
رحلة بدأت بالإصرار
بدأ ستيوارت مشروعه الملهم في عام 1982، وأكمله بنجاح في السابع من ديسمبر عام 1998، ورغم تعرضه لشلل جزئي إثر خدمته في حرب فيتنام، واعتماده على الكتابة بإصبع واحد فقط، لم يحد ذلك من عزيمته أو يبعده عن تحقيق هدفه، فقد التزم بالكتابة يومياً بمعدل ثلاث صفحات، مستخدماً سبع آلات كاتبة يدوية بالتناوب، كما خصص 20 دقيقة من كل ساعة للكتابة المتواصلة، ومع اختتام المشروع، كان قد استهلك أكثر من 1000 شريط حبر و19890 صفحة، وذلك حسبما ذكره موقع mymodernmet.
مسيرة من التحدي والتحطيم
لم يكن ستيوارت غريباً عن تحقيق الإنجازات البارزة، فقد سبق له أن حطم أرقاماً قياسية أسترالية في مجالات أخرى، منها السباحة المتواصلة والبقاء طافياً على سطح الماء، حيث ظل فوق الماء لمدة 30 ساعة متصلة، ولكن بعد تعرضه لإصابة أقعدته جزئياً، اتخذ قراراً بتحويل طاقته وشغفه نحو الكتابة، لتصبح وسيلته الجديدة لتحقيق الذات والتعبير عنها.
شغف الكتابة والإصرار الإنساني
أوضح ستيوارت أن شغفه بالكتابة لم يكن مجرد تحدٍ رقمي بحت، بل كان نشاطاً محبباً يجمع بين الصبر والانضباط، وهما صفتان لازمتاه طوال مسيرة حياته، وقبل إصابته، عمل كمدرب للكتابة في سلك الشرطة، مما جعل هذا المشروع امتداداً طبيعياً لشغفه القديم، ومصدراً كبيراً للفخر الشخصي والإلهام.