تُعد الصور الشخصية المُصممة بتقنيات الذكاء الاصطناعي من أبرز التوجهات التي اكتسحت منصات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، إذ يستخدمها البعض لمحاكاة لحظات مميزة بجانب شخصيات شهيرة أو في مواقع براقة، بينما يفضل آخرون إظهار صورهم وسط احتفالات ضخمة، داخل سيارات فارهة، أو حتى مع أحباء غادروا الحياة، وتتنوع الدوافع وراء هذا الاستخدام بين التسلية، تحقيق حلم افتراضي، أو ربما الهروب من الواقع، مما يثير تساؤلًا جوهريًا: هل هذا التريند مفيد نفسيًا أم مضر؟
تأثير الذكاء الاصطناعي على حالتنا النفسية
ترى إيمان عبد الله، استشاري الصحة النفسية، في حديثها لـ”اليوم السابع” أن الصور الشخصية المُصنّعة بالذكاء الاصطناعي تحمل تأثيرات سلبية وإيجابية على نفسيتنا، مشددة على أهمية متابعة كيفية استخدامها لضمان الاستفادة من الإيجابيات، وتجنب الأضرار، والحفاظ على الاتزان النفسي،.
الجانب الإيجابي لصور الذكاء الاصطناعي
تشير عبد الله إلى أن صور الذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون إيجابية عندما تسهم في اكتشاف مميزات ومهارات جديدة، وذلك من خلال تجربة لحظات من القوة النفسية التي تعزز الثقة بالنفس، فالخيال يُعد وسيلة فاعلة لتطوير الإبداع وتحديد الأهداف، كما أنه أداة للاتصال بالواقع وتطويره،.
مخاطر وسلبيات صور الذكاء الاصطناعي
في المقابل، تحذر الاستشارية من أن أضرار وسلبيات الصور الشخصية المصممة بالذكاء الاصطناعي قد تكون خطيرة، خاصةً إذا استُخدمت كوسيلة لتعويض النقص في الإمكانيات الحقيقية، مما يخلق شعورًا بالفجوة بين الذات الواقعية والصورة المُعدلة بالذكاء الاصطناعي، ويدفع المستخدمين للبحث عن الكمال من خلالها، وصولًا إلى التعلق المرضي بها، ويؤثر هذا التعلق سلبًا على تقديرهم لذاتهم بعد المقارنة، ويبعدهم عن هواياتهم الحقيقية، ويتسبب في إهمال المهام والمسؤوليات الأساسية، ما قد يقودهم إلى الإحباط والاضطراب النفسي،.
نصيحة استشارية للاستخدام الآمن
ختامًا، تنصح الاستشارية النفسية كل من يستخدم هذا التريند بطرح سؤالين جوهريين على نفسه قبل الاستمرار فيه: هل تعزز هذه الصورة شعور الثقة بالنفس أم تدفع نحو الشعور بالدونية؟ وهل تجلب لك السعادة أم الحزن؟ بالإجابة الصادقة على هذين السؤالين، يصبح استخدام التريند آمنًا ولا يهدد قبولك لذاتك أو لمستواك المادي،.