«جدل متصاعد» هل حظرت الدول العربية تطبيق “ديسكورد” بعد استخدامه في تنظيم المظاهرات؟

في تطور لافت، تصدر تطبيق “ديسكورد” (Discord) واجهة الأحداث السياسية في العديد من الدول، بعد أن كان له دور محوري في تنظيم العديد من المظاهرات بقيادة جيل الشباب المعروف بـ “الجيل زد”، والآن، تتداول منصات التواصل الاجتماعي أنباء عن حظر محتمل للتطبيق في الأردن، بالإضافة إلى دراسات حول إمكانية حظره في مصر أيضًا.

من جهتها، لم تصدر أي بيانات رسمية من الحكومتين الأردنية أو المصرية تؤكد حظر التطبيق أو اتخاذ أي إجراءات ضده، وتبقى الأخبار المتداولة حول حظر التطبيق في كلا البلدين معتمدة بشكل أساسي على تجارب المستخدمين الذين يواجهون صعوبات في الوصول إلى التطبيق، بالإضافة إلى ما يتم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

يثير الاهتمام المتزايد بالمنصة ودورها الأخير العديد من التساؤلات حول وظيفتها الأساسية وجوهرها، وما إذا كانت تستخدم بالفعل في التحريض على الفوضى.

### ما هي منصة “ديسكورد”؟

ظهرت المنصة لأول مرة في عام 2015 كمشروع مبتدئ لمطوري الألعاب جيسون سيترون وستانيسلاف فيشنفسكي، وذلك بعد فشل لعبتهم الناشئة في تحقيق النجاح التجاري المنشود، ومع ذلك، منح اهتمام سيترون وفيشنفسكي بقطاع الألعاب نظرة ثاقبة حول ما يبحث عنه عشاق الألعاب في برامج الدردشة الخاصة بهم، ففي ذلك الوقت، لم تكن تطبيقات الدردشة التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي متوافقة تمامًا مع احتياجات اللاعبين.

لذلك، قرروا إطلاق تطبيق دردشة ومنصة تواصل اجتماعي تركز بشكل أساسي على اللاعبين وتلبية احتياجاتهم، وقد تحقق ذلك من خلال واجهة مستخدم مبسطة وسهلة الاستخدام، بالإضافة إلى دمجها مع آليات دردشة منخفضة التأخير ومحادثات صوتية عبر بروتوكولات الإنترنت.

بفضل هذا التوجه، تمكن “ديسكورد” من جذب انتباه اللاعبين من جميع أنحاء العالم، حيث قفز عدد المستخدمين إلى 10 ملايين مستخدم نشط شهريًا في عام 2016، أي بعد 6 أشهر فقط من إطلاقه، واليوم، يضم أكثر من 259 مليون مستخدم نشط شهريًا.

تقدم المنصة مجموعة متنوعة من المزايا التي جذبت المستخدمين إليها، وتشمل هذه المزايا:
* غرف الدردشة العامة.
* الغرف الخاصة.
* الرسائل المباشرة.
* الدردشة الصوتية في الغرف.
* إمكانية دمج “البوتات” والخدمات المختلفة مع المنصة.

كما اشتهرت المنصة بمنح المستخدمين وصولاً غير محدود لأدوات الذكاء الاصطناعي، وخاصة أدوات توليد الصور مثل “ستيبل ديفيوجن” (Stable Diffusion) في بداية ظهوره.

### دور سياسي بارز

تحول دور المنصة بشكل مفاجئ من التنسيق بين اللاعبين في الألعاب المختلفة إلى تنسيق المظاهرات والاحتجاجات في الشوارع، ويعزى ذلك إلى الشعبية الواسعة التي يتمتع بها التطبيق في أوساط الشباب، وتحديدًا أبناء الجيل زد.

يذكر أن التطبيق يعتمد حاليًا على آلية تشفير خاصة به تسمى “بروتوكول ديف” (Dave Protocol)، وهي تقوم بتشفير المحادثات بين الأطراف باستخدام تطبيقات المنصة، كما تشفر المحادثات الصوتية والمكتوبة وحتى المرئية.

وبفضل شعبيته الواسعة، تحول إلى الخيار الأول عندما قرر أبناء الجيل زد تنظيم مظاهراتهم المختلفة، سواء كانت في نيبال، حيث استضافت المنصة الانتخابات الأخيرة بعد سقوط منصات التواصل الاجتماعي الأخرى.

كما حدث الأمر ذاته في المغرب، حيث نظمت حركة “جين زد 212” (Gen Z 212) مظاهراتها المناهضة للحكومة المغربية عبر المنصة واستفادت من مزاياها المتنوعة.

وينطبق الأمر أيضًا على المظاهرات التي شهدتها مدغشقر وكينيا والفلبين وإندونيسيا وبيرو وغيرها من الدول في الأشهر الماضية، ويمكن تشبيه هذا الأمر بما حدث خلال مظاهرات يناير/كانون الثاني 2011 في مصر، حيث لعبت منصات التواصل الاجتماعي بشكل عام دورًا بارزًا في تنظيم تلك المظاهرات.

### هل حظرت الدول العربية التطبيق؟

تشير الأنباء إلى نية الأردن ومصر حظر التطبيق على الرغم من غياب التصريحات الرسمية، ولكن هذه الدول ليست الوحيدة في هذا التوجه.

إذ قامت مجموعة من الدول الأخرى بحظر التطبيق منذ فترة طويلة، ومن بينها تركيا التي أعلنت هذا العام حظر استخدام التطبيق رسميًا داخل أراضيها وتوقفه عن العمل.

في المقابل، تحظر الإمارات استخدام محادثات الفيديو والصوت في المنصة بشكل عام، ولكنها تسمح باستخدام المحادثات المكتوبة وغرف الدردشة الكتابية، سواء كانت عامة أو خاصة، بينما يُحظر التطبيق بشكل كامل في سلطنة عمان وإيران والصين.