تشهد سوق السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة الأمريكية تحولًا جوهريًا، وذلك في أعقاب انتهاء العمل بالإعفاء الضريبي الفيدرالي الذي كان يوفر للمشترين دعمًا بقيمة تصل إلى 7500 دولار لكل سيارة كهربائية جديدة. ومع تلاشي هذه الحوافز بحلول 30 سبتمبر، شهدت الأسعار ارتفاعًا فعليًا بنفس القيمة تقريبًا، مما أربك المستهلكين وأسهم في تباطؤ ملحوظ للطلب.
نهاية الإعفاء الضريبي وتأثيره المباشر
لقد أفضى انتهاء الدعم إلى قفزة مفاجئة في أسعار السيارات الكهربائية، بواقع 7500 دولار، سواءً عند الشراء المباشر أو من خلال برامج التأجير التي كانت تستغل سابقًا كسبيل غير مباشر للحصول على الحافز. وبينما شهدت الفترة التي سبقت إيقاف الإعفاء ارتفاعًا كبيرًا في المبيعات، تشير التوقعات الحالية إلى تراجع وشيك في الطلب خلال الربع الأخير من العام، نتيجة لفقدان هذه الميزة المالية المحورية.
تحركات شركات السيارات لتقليل الضرر
سعيًا لمواجهة هذه الأزمة، بادرت العديد من شركات السيارات بتبني خطط تحفيزية مبتكرة، شملت ما يلي:
- هيونداي: عرضت حافزًا نقديًا بقيمة تصل إلى 11 ألف دولار أمريكي على سيارتها أيونيك 5 موديل 2025 بهدف دعم المبيعات.
- جنرال موتورز: خططت لاستغلال قسم الإقراض الخاص بها لشراء السيارات الكهربائية من الوكلاء، والحصول على الائتمان الضريبي نيابة عن العملاء، إلا أنها ألغت هذه الخطة مؤخرًا حسب تقارير رويترز.
- تسلا: قدمت إصدارات بأسعار مخفضة من طرازي Model 3 و Model Y للمساعدة في الحفاظ على حجم المبيعات، وذلك في ظل ارتفاع الأسعار السائد.
ووفقًا لتصريحات “إيفان دروي”، مدير الرؤى في شركة إدموندز، فقد تبنت شركات السيارات استراتيجيات متباينة للتعامل مع تحدي غياب الإعفاءات الضريبية. حيث أوضح لموقع بيزنس إنسايدر قائلًا: “اتخذت كل شركة سيارات نهجًا مختلفًا في الرسالة الشاملة المتمثلة في إلغاء الإعفاءات الضريبية. لا أحد يسعى إلى زيادة المبيعات في الوقت الحالي، بل الهدف هو الحفاظ على المستوى الأساسي من الطلب المستدام”.
قرارات بإيقاف بعض السيارات الكهربائية
اختارت بعض الشركات تقليص خسائرها، عبر إيقاف الإنتاج مؤقتًا لعدد من سياراتها الكهربائية التي لم ترق إلى مستوى المبيعات المتوقعة. فقد أعلنت أكيورا رسميًا عن إيقاف إنتاج طراز ZDX الكهربائي بشكل كامل، بينما قررت ستيلانتيس تأجيل خططها لإنتاج شاحنة رام 1500 REV الكهربائية حتى إشعار آخر.
مستقبل غامض لسوق السيارات الكهربائية
تواجه صناعة السيارات تحديًا مزدوجًا في الوقت الراهن، يتمثل في الحفاظ على الأسعار ضمن حدود مقبولة، بالتزامن مع ضمان استمرارية الابتكار وتوسيع البنية التحتية اللازمة للشحن. وفي ظل غياب الدعم الحكومي المباشر، يبدو أن المرحلة القادمة ستكون محكًا حقيقيًا، يكشف عن مدى جاهزية الشركات والمستهلكين للتكيف مع واقع جديد في سوق السيارات الكهربائية الأمريكية.