يُعد جوع منتصف الليل من التحديات الشائعة التي تُربك دورة النوم وتُؤثر سلبًا على الصحة العامة، ففي اللحظات التي يستعد فيها الجسم للراحة، تُداهمنا رغبة مُفاجئة في تناول الطعام، وغالبًا ما نتجه نحو خيارات غير صحية مثل رقائق البطاطس أو البسكويت، ما يُفضي إلى عواقب وخيمة كالشعور بالانتفاخ، وزيادة الوزن غير المرغوبة، واضطراب جودة النوم بشكل عام.
تتعدد أسباب حدوث جوع منتصف الليل، لتشمل عوامل مثل التوتر المستمر والإجهاد النفسي، أو نقص السوائل في الجسم (الجفاف)، أو عدم انتظام الوجبات الصحية خلال اليوم، وفي كثير من الأحيان، لا يكون هذا الشعور بالجوع حقيقيًا بقدر ما هو استجابة عاطفية للملل أو القلق المتراكم، ولكن الخبر السار يكمن في أن هذه المشكلة قابلة للتجاوز بيسر من خلال تبني بعض الاستراتيجيات الذكية وإجراء تعديلات بسيطة وفعّالة على نمط الحياة اليومي.
فيما يلي نستعرض أربع نصائح عملية وفعالة للتحكم في جوع منتصف الليل، وذلك بحسب ما أورده موقع “thedailyjagran”.
1. الحفاظ على ترطيب الجسم طوال اليوم
من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثيرون أن الجسم يخلط بين إشارات الجوع والعطش، فعندما تنخفض مستويات الماء في الجسم، قد تشعر برغبة ملحة في الأكل بالرغم من أنك لست جائعًا بالفعل، لذا، احرص على شرب كميات كافية من الماء بانتظام على مدار اليوم، لا سيما في الساعات المتأخرة من المساء، لتجنب هذا الخلط، كما يُمكنك تناول كوب من الماء الدافئ أو مشروب عشبي مهدئ مثل البابونج قبل النوم، حيث يساعد ذلك على استرخاء الأعصاب وتقليل الرغبة في تناول الطعام خلال الليل.
2. اتباع نظام غذائي متوازن خلال النهار
يُعد عدم انتظام مواعيد الوجبات أو تخطيها تمامًا عاملًا رئيسيًا يفتح الباب أمام نوبات الجوع المزعجة في منتصف الليل، لذلك، من الضروري الحرص على تناول وجبات رئيسية متوازنة وغنية بالبروتين والكربوهيدرات الصحية والألياف، وذلك في أوقات ثابتة ومحددة يوميًا، يُفضل تحديد موعد الغداء قبل الساعة الثانية ظهرًا والعشاء قبل الثامنة مساءً، مع ترك فترات زمنية كافية بين الوجبات، فهذه العادة تضمن الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم، وبالتالي تُقلل بشكل كبير من الرغبة في تناول الطعام الليلي غير الضروري.
3. التركيز على البروتين في كل وجبة
يُعتبر البروتين مكونًا حيويًا وأساسيًا في أي وجبة متوازنة، فهو يمنح إحساسًا عميقًا بالشبع يدوم لفترة أطول، مما يحد من فرص الشعور بالجوع في أوقات غير مرغوبة، لذا، تأكد من تضمين مصادر غنية بالبروتين في وجباتك اليومية، مثل البيض، الدواجن، البقوليات، أو الزبادي، مع الحرص على موازنتها بالكربوهيدرات المعقدة والألياف، فهذه التركيبة المتكاملة تُسهم في الحفاظ على استقرار مستويات طاقتك طوال اليوم وتُقلل بفعالية من نوبات الجوع التي تباغتك ليلًا.
4. تقليل السهر لساعات متأخرة
يُعد السهر لساعات طويلة أحد العوامل المباشرة والمحفزة لنوبات الجوع في منتصف الليل، فعلى سبيل المثال، عندما تتناول وجبة العشاء في الثامنة مساءً وتستمر في السهر حتى الثالثة فجرًا، فمن الطبيعي جدًا أن يشعر جسمك بالجوع مرة أخرى، وفي حال كان السهر ضروريًا لأسباب تتعلق بالعمل أو الدراسة، حاول تعديل جدول نومك ووجباتك بما يتوافق مع روتينك الجديد لتجنب ذلك، أما إذا لم تكن مضطرًا للسهر، فمن الأفضل الخلود إلى النوم في وقت مبكر قدر الإمكان، لتفادي الشعور بالجوع المتأخر وضمان الحصول على نوم مريح وصحي وعميق.