«تحول جذري مرتقب» الذكاء الاصطناعي يعيد رسم خريطة سوق العمل ويطال ثلث الوظائف بحلول 2030

تُظهر دراسة أسترالية حديثة الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي (AI) في تعزيز الاقتصاد الأسترالي، حيث تتوقع الدراسة أن يسهم الذكاء الاصطناعي بنحو 160 مليار دولار أسترالي في الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات العشر القادمة، وتشير إلى أن هذا التحول التكنولوجي سيترك بصمته الواضحة على سوق العمل، ويُعيد تشكيل طبيعة العديد من الوظائف.

تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف في أستراليا

وفقًا للدراسة التي أجرتها مؤسسة الموارد البشرية العالمية “دايفورس” (Dayforce)، من المتوقع أن تحل التقنيات الذكية محل ما يقرب من 670 ألف وظيفة في أستراليا بحلول عام 2030، وهو ما يسلّط الضوء على الحاجة الماسة إلى إعادة تأهيل وتدريب العاملين لمواكبة هذه التغييرات، والاستعداد للوظائف الجديدة التي ستظهر نتيجة لهذا التطور التكنولوجي.

نظرة عن كثب على الوظائف المتأثرة

تكشف الدراسة أن حوالي ثلث القوى العاملة الأسترالية (33٪ تقريبًا) يشغلون وظائف من المرجح أن تتأثر بالذكاء الاصطناعي بدرجات متفاوتة، وقد يشمل ذلك تغييرات في المهام الحالية أو استبدال بعض المهام بأنظمة ذكية، مما يستدعي ضرورة التكيف مع هذه التقنيات وتبنيها لتعزيز الإنتاجية والكفاءة.

التدريب على الذكاء الاصطناعي ضرورة استراتيجية

أكد وزير الصناعة والعلوم الأسترالي تيم آيرز على أهمية التدريب على الذكاء الاصطناعي، واصفًا إياه بأنه ضرورة استراتيجية للمؤسسات في جميع القطاعات، ويهدف هذا التدريب إلى تحقيق أقصى استفادة اقتصادية من الذكاء الاصطناعي، وحماية فرص العمل الحالية، وضمان نمو مستدام في سوق العمل الأسترالي، وشدد على أهمية الاستثمار في تطوير المهارات اللازمة للتعامل مع هذه التقنيات المتقدمة.

الفرص والتحديات المستقبلية

على الرغم من التحديات المحتملة، يمثل تبني الذكاء الاصطناعي فرصة ذهبية لأستراليا لتعزيز تنافسيتها الاقتصادية، وتحسين جودة الحياة لمواطنيها، ويتطلب ذلك استثمارات استراتيجية في البحث والتطوير، وتطوير البنية التحتية الرقمية، وتأهيل القوى العاملة، بالإضافة إلى وضع سياسات وتشريعات مناسبة تضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي.