خلال خمسين عامًا فقط، وهي فترة لا تتجاوز عمر إنسان الغاب الواحد، شهدت جزيرة بورنيو خسارة مذهلة لنصف غاباتها المطيرة، نتيجة للتوسع المتسارع في مزارع زيت النخيل ومناجم الفحم. تعيش حوالي 90% من حيوانات إنسان الغاب ضمن هذه البيئات الحيوية، مما يجعل تدميرها كارثة بيئية وشيكة تهدد بقاءها بشكل مباشر. ومع اختفاء ثلثي أفراد هذا الكائن الفريد، أصبح إنسان الغاب الآن مهددًا بالانقراض الشديد.
جهود مؤسسة BOS لإنقاذ إنسان الغاب
تُصنف مؤسسة بقاء إنسان الغاب في بورنيو (BOS) كأكبر منظمة عالميًا مكرسة لحماية هذا النوع المهدد بالانقراض، والحفاظ عليه. تعمل هذه المنظمة غير الربحية بالتعاون الوثيق مع المجتمعات المحلية، بهدف استعادة الغابات المطيرة وزراعة الأشجار التي توفر الغذاء للإنسان والحيوان على حد سواء، وقد نجحت في استعادة أكثر من 500 فدان من الأراضي المتدهورة، مما يعزز بشكل كبير حماية التنوع البيولوجي المتبقي في المنطقة، وفقًا لتقرير موقع mymodernmet.
إعادة التأهيل والعودة إلى موطنه الطبيعي
تعد عملية تأهيل إنسان الغاب للعودة إلى بيئته الطبيعية مسارًا طويلًا ومكثفًا، يستغرق ما بين 5 إلى 15 عامًا، يتعلم خلالها مهارات البقاء الأساسية في البرية. تحتضن المنظمة حاليًا حوالي 400 من حيوانات إنسان الغاب في مراكزها، منهم 359 فردًا يقيمون بشكل دائم نظرًا لإصابات أو إعاقات تمنعهم من العودة إلى الطبيعة. ومع ذلك، يضمن الجميع حصولهم على الرعاية اللازمة ليعيشوا حياة كريمة وآمنة.
حماية المستقبل والحفاظ على التنوع البيولوجي
يمثل العمل الدؤوب لمؤسسة BOS شريان حياة حيويًا للطبيعة في بورنيو، فجهودها لا تقتصر على إنقاذ إنسان الغاب وحده، بل تتسع لتشمل حماية النظم البيئية المتدهورة التي تعتمد عليها الحياة البرية بأكملها. ورغم التحديات الهائلة التي تواجهها، تواصل المنظمة التزامها بمنح هذه الكائنات الفريدة فرصة للبقاء، والسعي لإعادة بناء ما دمره النشاط البشري على مدى نصف قرن.