الراجل ستارة والست عمارة أمثال شعبية تحث على الزواج وتكشف دلالاته العميقة

تُعد الأمثال المصرية من أقدم وأثرى أشكال التعبير الشعبي عالميًا، فهي تنبع من خِضَمِّ تجارب إنسانية عابرة للزمن، لتعكس بذلك الحكمة المتراكمة للمجتمع المصري بأسره، كما تمزج هذه الأمثال ببراعة بين الطرافة والبلاغة لإيصال المعنى بأقل الكلمات وأكثرها تأثيرًا، ومن أبرز المحاور التي تناولتها الأمثال، قديمًا وحديثًا، فكرة الزواج، حيث يحمل بعضها تشجيعًا صريحًا على الارتباط، ولو جاء ذلك أحيانًا بصيغٍ غريبة أو ذات طابع فكاهي ومثير للتساؤل.

وفي هذا السياق، يستعرض موقع اليوم السابع مجموعة من هذه الأمثال الشعبية الداعية إلى الزواج، بالإضافة إلى استطلاع رأي خبيرة العلاقات الإنسانية، الأستاذة صابرين جابر، حول أهمية إعادة تداول هذه الحكم المتوارثة في عصرنا الحالي.

ضل راجل ولا ضل حيطة

يُعتبر هذا المثل أحد أشهر الأمثال المصرية التي تحث على الزواج، فهو يشير إلى أن وجود الرجل في حياة المرأة، مهما كانت طبيعة هذا الوجود، يُعد أفضل من أن تعيش وحيدة، ورغم أنه قد يبدو غريبًا في سياق عصرنا الحالي، إلا أنه كان يعكس قديمًا خشية المجتمع من الوحدة، خاصة بالنسبة للنساء، حيث كان الزواج يُنظر إليه كمصدر رئيسي للأمان الاجتماعي والاقتصادي.

اقطع دراعك من كتفك ولا تعيش لوحدك

<

هذا المثل، على غرار سابقه، يحث كلاً من الرجل والمرأة على الزواج، ويُوجه بشكل خاص لمن يرفض فكرة الارتباط أو يؤجلها، إنه تعبير قوي ورافض للعزوبية بشكل قاطع، حيث يبرز القناعة الراسخة بأن الوحدة أمرٌ مُرعب ومُخيف، لدرجة أن المجتمع كان يرى في الزواج الحل الأمثل والأفضل، بغض النظر عن الظروف المحيطة.

الراجل ستارة والست عمارة

يُلقي هذا المثل الضوء على النظرة التقليدية للزواج كشراكة تكاملية أساسية، فالرجل يمثل الحماية والسند والدعم، بينما تُعد المرأة عماد المنزل وأساس بنيانه، وهكذا يُبرز المثل كيف كان المجتمع ينظر إلى الزواج كركيزة لا غنى عنها لتحقيق الاستقرار العائلي والمجتمعي.

الجواز ستر وغطا

هذا المثل الشعبي يُجسد الاعتقاد الراسخ بأن الزواج يوفر الحماية والأمان لكلا الجنسين، الرجال والنساء على حد سواء، وقد استُخدم هذا المثل تاريخيًا لتشجيع الشباب على الارتباط، وذلك كسبيل لتجنب النقد المجتمعي أو الوقوع في المشاكل الاجتماعية المحتملة.

خدي اللي يحبك مش اللي تحبيه

يُعبر هذا المثل المصري عن نصيحة تقليدية متوارثة بشأن اختيار شريك الحياة، فهو يحث المرأة على اختيار الرجل الذي يبادلها الحب ويهتم بها بصدق، بدلاً من الاقتصار على مشاعرها وحدها تجاهه، كما يسلط الضوء على فكرة أن الزواج المستقر والسعيد يعتمد بشكل كبير على وجود شريك يُقدر الطرف الآخر ويغمره بالحب والرعاية، لأن حب الرجل هنا يُنظر إليه كضمانة أساسية لاستمرارية العلاقة ونجاحها على المدى الطويل.

خبيرة علاقات إنسانية: البيوت المصرية محتاجة دعم وسند من الزوجين

من جانبها، أوضحت خبيرة العلاقات الإنسانية أن إعادة تداول الأمثال الشعبية التي تُشدد على فضل الزواج وأهمية الترابط بين الزوجين، يُعد من الركائز الأساسية للحياة الزوجية، خاصة في السياق المصري، وقديمًا، كانت هذه الحياة الزوجية تحظى بقدسية خاصة منذ عهد قدماء المصريين.

وأضافت أن تكرار ظهور هذه المفاهيم في الأغاني أو العبارات المكتوبة على وسائل المواصلات المختلفة يُشير إلى حاجة البعض لتذكيرهم بأهمية هذا الترابط بين الزوجين، وضرورة أن تسير الحياة الزوجية بشكل سليم ومثمر، ليس فقط بهدف بناء أسرة سعيدة ومستقرة، بل أيضًا لضمان نشأة جيل جديد متميز ومترابط، يسهم بفاعلية في خدمة بلده ووطنه.