يشهد سوق المعادن الأرضية النادرة تحركات ملحوظة، حيث تواصل أسهم الشركات العاملة في هذا المجال تحقيق مكاسب مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية بين الصين والولايات المتحدة بشأن صادرات المعادن الحيوية، مما يزيد من الاهتمام بالموردين البديلين وتعزيز مكانتهم في السوق.
الحرب التجارية تشتعل بين واشنطن وبكين
دخلت الصين والولايات المتحدة في فصل جديد من الخلافات التجارية، بعد أن هدد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية باهظة على البضائع الصينية ردًا على توجهات بكين نحو تشديد القيود على صادرات المعادن، وفي سياق متصل، كشفت تقارير صحفية أسترالية عن مباحثات متقدمة حول صفقة ضخمة محتملة بين أستراليا والولايات المتحدة في قطاع المعادن الأرضية النادرة.
جهود لتهدئة التوترات وتأثيرها على السوق
شهدت أسهم شركة “أرافورا رير إيرثز”، التي تعمل على تطوير منجم للمعادن الأرضية النادرة في منطقة “نورثرن تريتوري” الأسترالية، ارتفاعًا ملحوظًا بنحو 27%، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عامين، كما ارتفعت أسهم شركة “ليناس رير إيرثز”، التي تعد من بين أكبر الموردين العالميين، بنسبة تصل إلى 8.5%، وحققت أسهم “إيلوكا ريسورسز” مكاسب تقارب 6.3%، بينما قفزت أسهم “أستراليان ستراتيجيك ماتيريالز” بنحو 42%.
وعلى الرغم من مساعي الرئيس ترامب لتهدئة التوترات في الخلاف الأخير مع نظيره الصيني شي جين بينغ، فإن هذا الوضع قد يدعم جهود صناع السياسات الغربيين لتقليل الاعتماد على الصين، وتدرس أستراليا إنشاء احتياطي استراتيجي من المعادن بقيمة 1.2 مليار دولار أسترالي (782 مليون دولار أمريكي)، بالإضافة إلى تدابير أخرى، وذلك في إطار اتفاق مع الولايات المتحدة، وفقًا لما نقلته صحيفة “ذا إيدج” عن وثيقة توجيهية وزارية مسربة.
وشهدت أسهم شركات تعدين المعادن الأرضية النادرة ارتفاعًا ملحوظًا منذ شهر أبريل، وذلك بعد أن هددت الصين بفرض قيود تصدير على سبعة معادن أرضية نادرة والمنتجات التي تحتوي عليها، مما أثار مخاوف من حدوث اضطرابات واسعة النطاق في الصناعة.
الصين توسع نطاق قيود المعادن النادرة
أعلنت بكين عن نيتها توسيع نطاق القيود ليشمل المزيد من المعادن الأرضية النادرة والسلع الأولية الأخرى، بالإضافة إلى وضع خطط لفرض قيود على المنتجات المباعة في أي مكان في العالم، حتى لو كانت تحتوي على كميات ضئيلة من هذه المعادن، وفي المقابل، قفزت أسهم شركة “إم بي ماتريالز” في بورصة نيويورك بأكثر من 8%، مسجلة أعلى سعر إغلاق لها على الإطلاق، وكانت الشركة قد تلقت تمويلًا من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في وقت سابق من العام.
كما ارتفعت أسهم الشركات الصينية ذات الصلة، مخالفة بذلك الاتجاه العام في أسواق الأسهم المحلية المتأثرة بالتصعيد الأخير في التوترات التجارية، وحققت شركة “جيه إل ماج رير إيرث”، المتخصصة في إنتاج المغناطيسات، مكاسب بنسبة 17%، فيما صعدت أسهم “تشاينا نورثرن رير إيرث جروب هاي تك” بنحو 10%، وارتفعت أسهم “تشاينا رير إيرث ريسورسز آند تكنولوجي” بحوالي 8.7%.