المخرج الإيراني ناصر تقوائي يرحل.. وداعًا لصاحب “دائي جان نابليون”

رحل المخرج الإيراني الكبير ناصر تقوائي، حسبما أعلنت وفا مهر عبر حسابها على إنستغرام، واصفة إياه بـ”الفنان الذي اختار صعوبة العيش بحرية، ونال تحرّره أخيرا”.

ميلاد فنان

وُلد ناصر تقوائي في مدينة عبادان الإيرانية، في 13 يوليو 1941، لتبدأ رحلة فنية استثنائية، تركت بصمة واضحة في السينما الإيرانية والعالمية.

“السكينة في حضور الآخرين”: بداية الشهرة

اكتسب تقوائي شهرة واسعة، بعد عرض فيلمه الأول “السكينة في حضور الآخرين” عام 1972، حيث قدّم تصويرا صريحا للصراع بين التقليد والحداثة في إيران، مما جعله في صدارة المخرجين الإيرانيين المثيرين للجدل.

مناهضة الرقابة: مبدأ ثابت

عُرف تقوائي طوال مسيرته الفنية، بمناهضته الشديدة للرقابة، سواء قبل ثورة 1979 أو بعدها، بعد إطاحة شاه إيران المدعوم من الغرب، مما جعله رمزا للحرية الفنية في وجه القيود.

اعتزال السينما احتجاجا

في العام 2013، ندّد تقوائي بـ”الرقابة المروّعة”، المفروضة على الأعمال السينمائية والأدبية في إيران، معلنا أنه لن يُخرج مزيدا من الأفلام، بسبب سيطرة الدولة على القطاع، في خطوة جريئة تعكس إصراره على مبادئه.

مسيرة حافلة بالإنجازات

خلال مسيرته الفنية، أخرج ناصر تقوائي 6 أفلام، وسلسلة تلفزيونية، وعددا من الوثائقيات، التي تناولت قضايا اجتماعية وثقافية هامة.

“عمي نابليون”: تحفة فنية

تُعدّ سلسلته الساخرة “عمي نابليون”، من أبرز أعماله، إذ تناولت انحدار حياة ضابط سابق في الجيش الإمبراطوري، يعيش في عالم من الشكّ، ولا يعترف بأن زمنه قد ولّى، مما جعلها عملا فنيا خالدا في الذاكرة السينمائية.

جوائز وتكريمات

حاز تقوائي جوائز سينمائية وطنية ودولية عدة، تقديرا لموهبته وإسهاماته الفنية، من بينها “الفهد البرونزي” في مهرجان لوكارنو السينمائي عام 1988 عن فيلمه “الكابتن خورشيد”.

رفض جائزة الدولة

وفي العام 2002، مُنح تقوائي جائزة لجنة التحكيم الخاصة، في مهرجان فجر السينمائي الحكومي في إيران، لكنه رفض تسلّمها، في موقف يعكس استقلاليته ورفضه للخضوع للضغوط.