كانت الساعة تشير إلى الثامنة والنصف صباحًا، بينما كانت منال محمود، موظفة في القطاع الخاص، تسير مسرعة نحو محطة مترو المرج، التي تتكدس بالركاب كعادتها، حيث وقفت في طابور طويل لشراء تذكرة المترو، وبعد دقائق معدودة، ارتفع صوت أحد موظفي صرف التذاكر وهو ينادي: “كله يجهز فكة”، وبدأت همهمة بين الركاب، حتى تفاقم الأمر إلى مشادة كلامية، وسط تزايد الزحام واستياء جميع الحاضرين، وقد رد الموظف بقوله: “مفيش فكة”.
أزمة نقص العملات المعدنية
إن غياب العملات المعدنية بين موظفي حجز التذاكر بمترو الأنفاق جعل أحمد جمال، موظف، يحتفظ بعدد من الجنيهات المعدنية لتجنب الانتظار الطويل، حيث قال لـ«المصري اليوم»: “أستخدم مترو الأنفاق يوميًا من محطة المعادى إلى محطة وادي النيل، وأشاهد مشادات يومية بين الركاب والموظفين بسبب نقص الفكة، لذا أحرص على الاحتفاظ بجنيهات معدنية لتفادي التأخير عن العمل”.
مشادات يومية بسبب نقص الفكة
وقد انتقدت فاتن رأفت، طبيبة، الازدحام اليومي نتيجة نقص الجنيهات المعدنية، حيث روت تجربة لها مع أحد موظفي صرف تذاكر المترو، عندما اقترح عليها شراء تذكرة بقيمة 10 جنيهات بدلاً من 8 جنيهات لتفادي الانتظار في الطابور، رغم أن المسافة التي تسافرها تتطلب فقط 8 جنيهات، مما جعلها تتساءل: “لماذا أدفع قيمة تذكرة أعلى من احتياجي بحجة عدم توفر الفكة، علماً أن ركاب المترو غالبًا ما يكونون من الموظفين ذوي الدخل المحدود الذين يسعون لتوفير تكلفة التذكرة”.
تحرير محضر بسبب الامتناع عن صرف التذاكر
كان الحل الأفضل بالنسبة لرامي رشدي، موظف، هو تحرير محضر ضد الموظف الذي امتنع عن صرف تذكرة المترو، وذلك بعد انتظار 15 دقيقة للحصول على الفكة، حيث لجأ إلى ناظر المحطة في عزبة النخل، الذي أكد له أن نقص العملة المعدنية يعد أزمة تفاقمت منذ الزيادة الأخيرة في أسعار تذاكر مترو الأنفاق.
التزام الحكومة بإنتاج العملات المعدنية
من جانبها، أوضحت مصادر حكومية موثوقة التزام مصلحة الخزانة العامة وسك العملة بإنتاج الكميات اللازمة من العملات المعدنية من جميع الفئات، وتوزيعها بشكل منتظم على البنك المركزي، الذي بدوره يوزعها على البنوك المحلية ويساعد على توفير ما يحتاجه مترو الأنفاق لتلبية احتياجات المواطنين من الفكة، لكن المصدر لم يقدم تفاصيل إضافية حول الكميات اليومية الموزعة أو حجم العملات المعدنية المنتجة.