شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا قياسيًا جديدًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، بعدما اخترق المعدن النفيس حاجز 4200 دولار للأوقية لأول مرة في تاريخه، مدفوعًا بتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، وتنامي المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، ما عزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن للمستثمرين.
أسعار الذهب تحقق أعلى مستوى في التاريخ
ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 1.6% ليصل إلى 4209.49 دولارًا للأوقية عند الساعة 08:29 بتوقيت غرينتش، بعدما سجل مستوى قياسيًا بلغ 4217.95 دولارًا في بداية الجلسة، كما صعدت عقود الذهب الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 1.5% لتسجل 4227.60 دولارًا، وحقق الذهب مكاسب ضخمة منذ مطلع العام الجاري بلغت نحو 60%، مدفوعة بعدة عوامل أبرزها الاضطرابات الاقتصادية العالمية، وتزايد مشتريات البنوك المركزية، واتساع موجة الابتعاد عن الدولار الأمريكي، إلى جانب تدفقات قوية من الصناديق الاستثمارية المتداولة في البورصة (ETFs).
محللون: الذهب مرشح للوصول إلى 5000 دولار للأوقية
قال المحلل في شركة ActivTrades، ريكاردو إيفانجيليستا، إن استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية، وتصريحات مسؤولي الفيدرالي ذات الطابع الحمائمي، إلى جانب تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين، ستواصل دعم أسعار الذهب في الفترة المقبلة، وأضاف أن بلوغ مستوى 5000 دولار للأوقية لم يعد مستبعدًا على المدى المتوسط إلى الطويل، خاصة مع تزايد الطلب المؤسسي وتراجع جاذبية الدولار.
تصريحات باول تهبط بالدولار وتعزز رهانات خفض الفائدة
وتراجع الدولار الأمريكي أمام سلة العملات الرئيسية بعد تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، التي عززت التوقعات بخفض أسعار الفائدة خلال الاجتماعات القادمة، وتُظهر البيانات أن الأسواق تتوقع خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر بنسبة احتمال 96%، وخفضًا آخر في ديسمبر بنسبة 93%، في المقابل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده تدرس تقليص بعض العلاقات التجارية مع الصين، بعد أن تبادلت الدولتان فرض رسوم موانئ جديدة الثلاثاء، مما أثار مزيدًا من القلق في الأسواق العالمية.
الإغلاق الحكومي والاضطرابات السياسية يدعمان الطلب على الذهب
وتراقب الأسواق باهتمام تداعيات الإغلاق الحكومي المستمر في الولايات المتحدة، إلى جانب الأزمات السياسية المتصاعدة في فرنسا واليابان، وهي عوامل تضاعف من جاذبية الذهب كملاذ آمن ضد المخاطر، ويرى محللو بنك ANZ أن موجة الصعود الحالية قد تستمر لفترة أطول، إذ قالت الخبيرة في السلع سوني كوماري: “نتوقع أن يواصل الذهب اتجاهه الصاعد في ظل ضعف الدولار وتزايد الضبابية الاقتصادية”.
أداء باقي المعادن الثمينة
لم يكن الذهب وحده المستفيد من موجة التفاؤل، إذ ارتفعت الفضة بنسبة 2.7% إلى 52.81 دولارًا للأوقية بعد أن سجلت أعلى مستوى لها عند 53.60 دولارًا، مدعومة بنقص المعروض في السوق الفورية، كما صعد البلاتين بنسبة 1.7% إلى 1665.15 دولارًا، وارتفع البلاديوم بنسبة 1.6% إلى 1550.50 دولارًا، أما من الناحية الفنية، فقد سجل مؤشر القوة النسبية (RSI) للذهب 85 نقطة، ما يشير إلى دخول المعدن منطقة تشبع شرائي، وهو ما قد يمهد لتصحيح طفيف على المدى القصير قبل استئناف الاتجاه الصاعد.