«رمز الإيمان والتضحية» الاحتفال بتذكار استشهاد القديس مار يوحنا الجندي في الكنيسة

تحتفل الكنيسة اليوم بذكرى استشهاد القديس مار يوحنا الجندي، المعروف أيضًا باسم يوحنا الجوهري، الذي استشهد في الثالث من شهر بابة، الموافق 13 أكتوبر 2025. وُلد القديس مار يوحنا في بلدة أشروبة لأبوين مسيحيين هما تاؤدوروس وصوفية، في قرية ببيج أشروبة التي كانت تابعة آنذاك لمدينة البهنسا.

قصة القديس مار يوحنا الجندي

شهد والده رؤية أخبره فيها الكاهن بأن ابنًا بارًا سيخرج من نسله، تميز القديس منذ صغره بالتقدم في القامة والنعمة، حيث قضى أيامه في تعلم الكتابة والأدب والعلوم، وكان يسهر لياليه في تلاوة المزامير. عندما كبر، انتقل مع خاله إلى الجندية، وأظهر براعة في هذا المجال حتى ترقى ليصبح قائدًا للجند. بعد وفاة والديه، تركا له وصية بالإيمان والتمسك بالمسيح، علاوة على استكمال بناء الكنيسة التي بدأ والده في تشييدها باسم الأمير تادرس الشطبي في قريتهم.

عصر الاضطهاد الذي قاده الإمبراطور دقلديانوس

في تلك الفترة، بدأ عصر الاضطهاد الذي قاده الإمبراطور دقلديانوس، فقرر القديس يوحنا مواجهة هذا الطغيان بشجاعة، منح مساعدات للأباء المتوحدين، وتبارك منهم، ثم ذهب إلى الوالي أرمانيوس ليعلن إيمانه المسيحي. نتيجة لذلك، تعرض لأنواع قاسية من التعذيب، منها وضعه في الهيمباذين، المقالي المغلية، وإدخال المسامير الساخنة تحت أظافره ثم نزعها، ووضع الجير والخل مكانها. خلال هذه المحن، صنع الله على يديه العديد من المعجزات مثل إخراج الشياطين، فتح أعين ثلاثة عميان، شفاء ابنة يوليوس، وحتى إقامة ميت.

استشهاد القديس مار يوحنا الجندي

في نهاية المطاف، استشهد القديس مار يوحنا الجندي على يد الوالي أرمانيوس في عصر دقلديانوس، بعد ذلك، تولى رجل يدعى ديوجانيوس مهمة أخذ جسده وإخفائه في قرية دانه شرق النيل. ظل جسده مختفيًا طوال فترة الاضطهاد حتى اكتشافه بعد انتهاء حكم دقلديانوس، فتم إعادته إلى بلدته ببيج أشروبة ووضعه في الكنيسة التي بناها الأبوان. ومع مرور الزمن، اختفت الكنيسة والجسد، لكن الكنيسة لا تزال تحتفل سنويًا بذكرى استشهاده في الثالث من شهر بابة.