انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال تداولات اليوم الثلاثاء، وعمقت خسائرها بسبب المخاوف المتزايدة من تقييمات مبالغ فيها لشركات الذكاء الاصطناعي، مع تحذيرات من عمالقة وول ستريت حول احتمال تعرض السوق لتصحيح قريب.
توقعات التصحيح في الأسواق العالمية
تتجه الأسواق العالمية نحو تصحيح مرتب بعد الارتفاع المستمر الذي حققته هذا العام، إذ حذّر مسؤولون في كل من جولدمان ساكس (Goldman Sachs) ومورغان ستانلي (Morgan Stanley) المستثمرين من ضرورة الاستعداد لانخفاض محتمل على مدار العامين القادمين.
ارتفاعات قياسية في الأسهم العالمية
شهدت أسواق الأسهم العالمية صعودًا قويًا نحو مستويات قياسية خلال هذا العام، مدفوعة بمكاسب أسهم الذكاء الاصطناعي وتوقعات خفض أسعار الفائدة، وخلال الشهر الماضي، سجّلت المؤشرات الأميركية الرئيسية قممًا جديدة، بالإضافة إلى تحقيق مؤشر نيكي 225 الياباني ومؤشر كوسبي الكوري الجنوبي لمستويات قياسية جديدة، بينما ارتفع مؤشر شنغهاي المركّب الصيني إلى أقوى مستوى له منذ عقد، بفضل تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وضعف الدولار الأميركي.
تحذيرات من هبوط محتمل في الأسواق
صرّح ديفيد سولومون، الرئيس التنفيذي لجولدمان ساكس، خلال قمة قادة التمويل العالميين للاستثمار في هونغ كونغ، أن السوق قد يشهد انخفاضًا يتراوح بين 10% و20% خلال 12 إلى 24 شهرًا، مضيفًا أن الأسواق تميل إلى التحرك ثم التراجع، مما يتيح للمستثمرين إعادة التقييم.
التصحيحات الدورية في الأسواق
أوضح سولومون أن مثل هذه التراجعات تعد سمات طبيعية في الأسواق الصاعدة على المدى الطويل، مشيرًا إلى أن نصيحة البنك المستمرة لعملائه هي الاستمرار في الاستثمار ومراجعة توزيع المحفظة الاستثمارية بدلاً من محاولة توقيت السوق، مضيفًا أن التراجع في الأسواق بنسبة تتراوح بين 10% و15% يحدث كثيرًا، حتى في فترات النمو الإيجابي.
تحليلات مستقلة ودعوات للاحتضان التصحيحات
بدوره، قال تيد بيك، الرئيس التنفيذي لمورغان ستانلي، إن على المستثمرين الترحيب بفترات التصحيح، نظرًا لأنها تُعتبر تطورًا صحيًا وليست مؤشراً على أزمة مالية، مضيفًا أن تراجع الأسواق بنسبة 10% إلى 15% يمكن استقباله بشكل إيجابي ما لم يكن ناتجًا عن صدمة اقتصادية كبرى.
تحذيرات من صندوق النقد الدولي
تأتي تصريحات سولومون وبيك في وقت يناقش فيه صندوق النقد الدولي احتمال حدوث تصحيح حاد، بينما أعرب كل من رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول ومحافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي عن مخاوف مشابهة بشأن ارتفاع تقييمات الأسهم إلى مستويات غير مبررة.
القلق من تقييمات الشركات التكنولوجية
تسبب تراجع أسهم التكنولوجيا في ضغط كبير على مؤشر ناسداك، إذ شهدت أسهم ست من “السبعة العظام” (Magnificent Seven) انخفاضًا خلال جلسة التداول الأخيرة، وانخفض مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات (Philadelphia SE Semiconductor Index – SOX) بنسبة 4.0%.
مخاوف من التوترات الجيوسياسية
فقد حذّر جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان تشيس (JPMorgan Chase)، من خطر متزايد لتصحيح كبير في سوق الأسهم خلال فترة تمتد من ستة أشهر إلى عامين، مشيرًا إلى عوامل متعددة، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية.
زيادة القلق بين المستثمرين
أكد تشاك كارلسون، الرئيس التنفيذي لشركة هورايزن إنفستمنت سيرفيسز (Horizon Investment Services)، أن المستثمرين أبدوا قلقًا أكبر حول التقييمات الحالية مقارنة بالوقت السابق، لافتًا إلى أن الكثير من هذه الشركات شهدت تقييمات مرتفعة، بينما كانت أرباحها جيدة ولكن ليست استثنائية، مما هوى بها إلى مستوى مثالي لجني الأرباح.
جهاز الحكومة الأميركية يغلق أبوابه
في الأثناء، يقترب الإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية بسبب جمود في الكونغرس من تسجيل رقم قياسي كأطول إغلاق في تاريخ البلاد، مما أدى إلى زيادة الاعتماد على البيانات من مصادر خاصة، كالتقرير الوطني للتوظيف من ADP، والمزمع إصداره يوم الأربعاء.
تحليلات منظومة الاحتياطي الفيدرالي
بينما يقوم المستثمرون بتحليل تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بحثًا عن مؤشرات حول كيفية صياغة البنك المركزي لسياسته النقدية في غياب البيانات الاقتصادية الأساسية، لا تزال هناك آمال لتحقيق نتائج إيجابية.
نقاط مضيئة في سوق آسيا
في سياق متصل، أشار البنكان الأمريكيان إلى أن منطقة آسيا تمثل نقطة مضيئة خلال السنوات المقبلة، مدعومةً بالتطورات الأخيرة كالاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين، ويتوقع غولدمان ساكس أن يواصل المستثمرون توجيه رؤوس أموالهم نحو الصين، مؤكدةً أنها لا تزال واحدة من أكبر وأهم الاقتصادات في العالم.
آفاق الاستثمار في هونغ كونغ والدول الآسيوية
أما مورغان ستانلي، فلا يزال متفائلًا بآفاق هونغ كونغ والصين واليابان والهند، مشيرًا إلى أن لكل منها قصة نمو فريدة، حيث تم تسليط الضوء على إصلاحات الحوكمة المؤسسية في اليابان، والتوسع في البنية التحتية في الهند، كمواضيع استثمارية طويلة الأمد، مشيدًا بأن القطاعات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والمركبات الكهربائية والتكنولوجيا الحيوية في الصين تبرز كأبرز محركات النمو في المستقبل.
