
أثارت قضية القبض على صانعتي المحتوى “أم مكة وأم سجدة” جدلاً واسعًا في الأوساط المصرية وعبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن أصبحتا، في نظر الكثيرين، رمزًا لما يُعرف بـ”الابتذال الإلكتروني” على تطبيق تيك توك، وأثار هذا الحدث تباينًا في الآراء بين المستخدمين.
الخبر الذي أكدته مصادر أمنية، اعتبر بمثابة خطوة جادة في مواجهة ما وُصف بالانفلات القيمي والأخلاقي الذي طال بعض المنصات الرقمية، وقد لاقى هذا الإجراء ترحيبًا واسعًا من قبل آلاف المواطنين والإعلاميين ورجال الدين، الذين رأوا فيه انتصارًا للقيم المجتمعية ورسالة قوية لمن يسعى لاستغلال وسائل التواصل بطرق غير لائقة.

### دعم شعبي ورسمي واسع لقرار القبض على أم مكة وسجدة
جاءت ردود الأفعال قوية وسريعة، وكان من أبرزها تعليق المحامي طارق العوضي الذي اعتبر هذا الإجراء واجبًا وطنيًا.
العوضي كتب في منشور له على حسابه الرسمي:
* “احذفوا متابعة كل من جعل من الرقص والشتائم وسيلة للشهرة”
* “لا تمثلان المرأة المصرية، بل تسيئان لها ولصورة المجتمع”
كما أضاف أن السكوت عن هذا النوع من المحتوى يعد بمثابة مشاركة ضمنية، ودعا إلى دعم جهود الدولة في مكافحة ما أسماه “الابتذال المتعمد على الإنترنت”.
من جهتها، أعربت الإعلامية ياسمين الخطيب عن استحسانها لما حدث، مشيرة إلى أن برنامجها “مساء الياسمين” سبق وأن حذر من خطورة هؤلاء الأشخاص، وقالت:
“سعيدة إن البرنامج كان له دور في كشفهم، وعقبال البقية من الشحاتين والعواطلية على تيك توك”، وأكدت أن المحتوى السطحي لا يجب أن يُمنح غطاء الشهرة والمال على حساب الأخلاق والقيم.

### رجال الدين بعد القبض على أم مكة وسجدة : خطوة لحماية المجتمع من الانحدار
الداعية الإسلامي الشيخ محمد أبو بكر رأى في هذه الواقعة إشارة إلى “نصرة الأخلاق”، معبرًا عن تقديره للدولة ومؤسساتها الأمنية لـ “تطهير المجتمع من النماذج السيئة”.
وكتب عبر حسابه على فيسبوك:
“لقد استجاب الله لدعائنا بتطهير البلاد من أمثال هؤلاء، الذين لا يمثلون إلا أنفسهم، ولا يعبرون عن شرف المرأة المصرية وتاريخها الطويل في الكفاح والتربية”.
واستشهد بحديث النبي عن ظهور الرويبضة في آخر الزمان، معتبرًا أن أمثال “أم مكة وأم سجدة” يمثلن جزءًا من هذا المشهد المحبط للشباب والمجتمع ككل.
### تساؤلات حول الثروات السريعة ومصادرها
الكاتب محمد أمير كان من بين أوائل من أثاروا الشكوك حول المصادر المالية لنجومية هؤلاء “المؤثرين”، مؤكدًا وجود تضخم غير مبرر في ثرواتهم وممتلكاتهم، لا يتناسب مع طبيعة المحتوى الذي يقدمونه.
وكتب عبر حسابه:
“واحدة كانت تبيع فسيخًا، والأخرى تصرخ في البث المباشر، وفجأة يمتلكن سيارات وشققًا في مدينتي ومحلات براندات، من الطبيعي أن تظهر بلاغات ضدهم، لأن الأمر غير منطقي”.
وأضاف أن هذا الإجراء قد يكون بداية لكشف شبكة متكاملة من صناع المحتوى الذين يجنون الملايين بطرق مشبوهة، تتراوح بين “التسول الإلكتروني” و “غسل الأموال”، على حد تعبيره.
واختتم قائلًا:
“القبض عليهم ليس نهاية المطاف، بل هو مجرد بداية للإجابة على تساؤلات طال انتظارها حول مصادر الأموال، التي كانوا يكسبونها وهم يضعون المجتمع بأكمله في جيب فيديو مباشر”.