لكزس تستعد لاستبدال أيقونة LS بمركبة فاخرة سداسية العجلات

منذ أسابيع قليلة، أعلنت شركة لكزس، العلامة التجارية المرموقة للسيارات الفاخرة، عن قرارها بإنهاء إنتاج أيقونتها السيدان LS، بعد رحلة استمرت لأكثر من ثلاثة عقود، تركت خلالها بصمة واضحة كرمز للفخامة اليابانية المتطورة. 

لكن ما اعتبره البعض نهاية حقبة، تحوّل إلى فجر جديد ومفاجئ، حيث كشفت لكزس عن مفهوم جريء لسيارة ميني فان كهربائية مبتكرة، تتميز بست عجلات وثلاثة صفوف من المقاعد، وتحمل بفخر شعار LS، لكنها تنبض بروح تصميمية وتقنية مختلفة كليًا، ممهدةً الطريق لمستقبل غير تقليدي في عالم السيارات الفاخرة.

تصميم “لكزس Discover” الغريب والمثير للجدل

يحمل هذا المشروع الرائد اسم “اكتشف” (Discover)، وهو يجسد رؤية لكزس الطموحة لعصر جديد من التصميم الجريء والتقنيات المتطورة، حيث تبدو هذه المركبة المذهلة، المقرر عرضها رسميًا في معرض اليابان للتنقل 2025، أقرب إلى تحفة هندسية فنية منها إلى مجرد سيارة عائلية تقليدية.

يتميز تصميمها بتكوين أحادي الصندوق، مع قاعدة عجلات عريضة وبروزات قصيرة، ما يمنحها مظهرًا فخمًا ومستقبليًا فريدًا يكسر القوالب المعتادة، وأكثر ما يلفت الانتباه هو نظام العجلات السداسي غير المألوف، بأربع عجلات أمامية وعجلتين خلفيتين أصغر حجمًا، مما يضفي عليها حضورًا بصريًا جريئًا وقويًا يضعها خارج نطاق المنافسة في فئة الميني فان.

تتألق لكزس LS الجديدة بمصابيح LED عمودية أنيقة تمتد على جانبيها، بالإضافة إلى زعنفة مضيئة مبتكرة في السقف، مما يضفي لمسة فضائية مستقبلية على تصميمها الخارجي الجذاب، وعند فتح الأبواب الجرارة الواسعة، ينكشف عالم من الفخامة داخل مقصورة رحبة بإضاءة خافتة، ومقاعد فاخرة موزعة على ثلاثة صفوف تستوعب ستة ركاب بكل أريحية، حيث صُممت هذه المقاعد بعناية فائقة لتوفر لكل راكب تجربة مريحة استثنائية، أشبه بمقاعد الدرجة الأولى في الطائرات الخاصة.

رؤية أكيو تويودا وتحدي الابتكار

لا تقتصر هذه الفكرة الطموحة على مجرد استعراض تصميمي، فقد كشف أكيو تويودا، رئيس مجلس إدارة تويوتا والرجل الذي يقف وراء هذه الرؤية الجريئة، أن هذا المشروع المميز جاء نتيجة لتحدٍ شخصي طرحه على فريق لكزس قبل عامين، داعيًا إياهم إلى “إعادة ابتكار السيارة الرائدة” للشركة من نقطة الصفر، ليعيدوا تعريف الفخامة والمستقبل.

ويبدو أن تويودا يرى في هذه الميني فان المستقبلية ما هو أبعد من كونها مجرد مركبة عادية تسير على الطرقات، فقد أشار مازحًا إلى أن “لونار كروزر”، المركبة الوحيدة ذات الست عجلات التي أنتجتها تويوتا في الماضي، كانت مخصصة للسير على سطح القمر، ثم أضاف قائلًا: “بدأت أعتقد أنني ربما أرغب في قيادتها على الأرض”، معبرًا عن شغفه بهذا الابتكار.

مستقبل “لكزس LS” الإنتاجي وتحديات السوق

على الرغم من طابعها التجريبي البحت، تؤكد تقارير داخلية من لكزس أن الشركة تدرس بجدية تحويل هذا المفهوم المثير إلى طراز إنتاجي فعلي، ولكن الطريق لتحقيق ذلك ما يزال طويلاً ومليئًا بالتحديات، حيث سيعتمد نجاح هذه السيارة الفاخرة على قدرتها على المزج المثالي بين أقصى درجات الرفاهية، وأحدث التقنيات المتطورة، والتصميم العملي المبتكر في آن واحد، كما تختلف توجهات السوق بشكل كبير، فبينما تشهد سيارات الميني فان الفاخرة إقبالًا هائلًا ورواجًا كبيرًا في الأسواق الآسيوية مثل الصين واليابان، تظل شعبيتها أقل نسبيًا في أمريكا الشمالية، مما يجعل مستقبلها التجاري العالمي غير محسوم بعد.

من المتوقع أن تتوقف عملية إنتاج الجيل الحالي من لكزس LS في العام المقبل، تمهيدًا لإفساح المجال أمام هذا المفهوم المدهش، الذي لا يمثل مجرد سيارة جديدة، بل يرمز إلى تحول جذري في فلسفة لكزس بالكامل، من التركيز على الفخامة التقليدية إلى احتضان الإبداع اللامحدود والتفكير المستقبلي الجريء.