تنتقل مشاعر الوالدين إلى الأبناء بسرعة تفوق التوقعات، حيث يتأثر الأطفال بشدة بانفعالات آبائهم، ويعكسونها بدورهم في سلوكهم وتفاعلاتهم اليومية، هذه الظاهرة تعرف بـ “الإسقاط الأبوي”، وهي تشير ببساطة إلى أن الحالة الشعورية للوالدين، سواء كانت غضبًا أو قلقًا، أو سعادة وطمأنينة، تنعكس بوضوح على أبنائهم.
كلما كان الوالدان أكثر هدوءًا وإيجابية، ازداد الأبناء استقرارًا وراحة نفسية، وعلى النقيض، كلما طغى القلق أو الغضب، انعكس ذلك سلبًا على مشاعرهم وسلوكياتهم، لحسن الحظ، يمكن للوالدين التحكم في هذا التأثير بشكل كبير، ووفقًا لما نشره موقع Simply Rooted Family، توجد 5 خطوات عملية وفعالة تساعد في نقل طاقة ومشاعر إيجابية للأبناء:
1. إدارة المشاعر أولًا
الخطوة الجوهرية تبدأ من الوالدين أنفسهم، فقبل أي تفاعل مع الأبناء، من الضروري التخلص من المشاعر السلبية عبر أنشطة بسيطة ومتاحة، مثل أخذ قسط من الراحة، أو ممارسة التأمل والتنفس العميق، أو حتى الانخراط في هواية محببة، فكلما تمكّن الوالدان من التحكم في انفعالاتهما، انتقلت للأبناء طاقة أكثر هدوءًا وإيجابية، ما يساهم في تعزيز سلامتهم النفسية.
2. انتبه لنبرة صوتك
الصوت يُعد وسيلة قوية جدًا لنقل المشاعر، فنبرة هادئة، وصادقة، ومفعمة بالحيوية تمنح الطفل شعورًا عميقًا بالأمان والاطمئنان، على عكس الصوت الغاضب أو المرتفع الذي يزرع التوتر والقلق في داخله، ابتسامة صغيرة ونبرة دافئة كفيلة بتغيير مزاج الطفل جذريًا، وإشعاره بالحب والقبول غير المشروط.
3. تحدث بإيجابية عن الآخرين
الأطفال لا يكتفون بالاستماع فحسب، بل يراقبون ويخزنون كل ما يُقال، الحديث السلبي عن الآخرين يزرع فيهم طاقة سلبية، ونظرة متشائمة للعالم المحيط، بينما التركيز على الجوانب الإيجابية، من إنجازات الناس وصفاتهم الحميدة، ينمي لديهم وعيًا متوازنًا، ومشاعر أكثر تفاؤلًا وإيجابية.
4. اجعل المنزل مصدر راحة
المنزل المرتب والهادئ ينعكس تأثيره مباشرة على نفسية الأبناء، إزالة الفوضى، وفتح النوافذ للسماح بدخول الضوء الطبيعي، وزراعة النباتات داخل البيت، كلها تفاصيل بسيطة لكنها تصنع فارقًا كبيرًا في خلق بيئة مريحة وطاقتها إيجابية، تعزز الاستقرار النفسي للأسرة بأكملها.
5. عش الحاضر مع أبنائك
المقارنة الدائمة بين ماضي الطفل ومستقبله تشتته وتضعف ثقته بنفسه بشكل كبير، أما التركيز على الحاضر واستثماره في تطوير المهارات واكتساب الخبرات، فيبني شخصية متوازنة، وواثقة، ومتفائلة، لذا، امنحوا أبناءكم وقتًا حقيقيًا ومخصصًا للعيش في اللحظة، والاستمتاع بالتجارب المشتركة.