كتب- أحمد الخطيب:
06:20 م
16/10/2025
أفاد خبراء اقتصاديون والمتعاملون في سوق الذهب الذين تحدثوا إلى “مصراوي” أن الزيادة المستمرة في أسعار الذهب على الساحتين العالمية والمحلية تعكس تغييرات في اتجاهات الاستثمار العالمية، وارتفاع الطلب على المعدن الأصفر كوسيلة للتحوط ضد ضعف الدولار وانخفاض العوائد على الأصول المالية.
التاريخ | سعر الذهب عالميًا (دولار للأونصة) | سعر الذهب عيار 24 (جنيه مصري للجرام) | سعر الذهب عيار 21 (جنيه مصري للجرام) | سعر الجنيه الذهب (جنيه مصري) |
---|---|---|---|---|
بداية أكتوبر | 3818 | 5971 | 5225 | 41800 |
اليوم | 4263 | 6531 | 5715 | 45720 |
يشير هذا الارتفاع الحاد إلى بداية قوية لارتفاعات الأسعار منذ بداية الشهر الحالي، وتعززها قرارات البنوك المركزية الكبرى بخفض أسعار الفائدة، بالإضافة إلى تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أعاد الذهب كملاذ آمن وسط الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية المتزايدة.
تخوفات الركود تدعم استمرار الصعود
أوضح هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، لمصراوي، أن الأرقام الحالية تقترب من مستويات قياسية جديدة، مضيفًا أن التحركات الصعودية قد تشهد فترات تصحيح محدودة لكنها لن تكون حادة، وأكد أن الأسعار مرشحة للبقاء مرتفعة على الأقل حتى الربع الأول من عام 2026.
وأشار إلى أن الارتفاع الحالي في أسعار الذهب عالميًا يعود لعوامل متعددة، في مقدمتها زيادة مشتريات البنوك المركزية والنمو الكبير في المخاوف بشأن ركود اقتصادي عالمي، موضحًا أن الأسواق تستجيب بوضوح للتوترات التجارية بين الدول الكبرى، والتي باتت أكثر سياسية من اقتصادية في الوقت الراهن، مما يعزز توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة.
كما أكد ميلاد أن التصريحات الواردة من العديد من البنوك والمؤسسات المالية العالمية تشير إلى أن الذهب سيستمر في تحقيق قمم جديدة في المستقبل القريب، مع استمرار السياسات التوسعية وخفض الفائدة من جانب الفيدرالي الأمريكي.
السوق المحلي يتأثر بشكل مباشر بتحركات الأسعار العالمية
من جانبه، قال نادي نجيب، نائب رئيس شعبة الذهب سابقًا، لمصراوي، إن الارتفاع الحالي في أسعار الذهب، سواء عالميًا أو محليًا، مرشح للاستمرار في هذه الأوضاع الاقتصادية الحالية.
وأكد أن السوق المحلي يتأثر بشكل مباشر بتحركات الأسعار العالمية، خاصة بعد موجة الارتفاع الأخيرة للأونصة، مما ينعكس فورًا على أسعار الأعيرة المختلفة في مصر بحسب التغيرات العالمية وسعر صرف الدولار.
وأشار إلى أن مسار الصعود قد يستمر طالما استمرت تلك الظروف، لكنه شدد على أن التحركات الحالية لا يمكن اعتبارها توقعات مؤكدة، نظرًا للطبيعة المتقلبة للأسواق العالمية.
خفض الفائدة والتوترات التجارية وراء صعود الذهب عالميًا
قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن الارتفاع السريع في أسعار الذهب خلال الأيام الأخيرة، والذي تجاوز 4200 دولار للأوقية في فترة وجيزة، يحمل دلالات واضحة على توجه الأسواق نحو الملاذات الآمنة وسط تصاعد الاضطرابات الاقتصادية.
وأشار إلى أن الاتجاه الصعودي قد يستمر مع استمرار حالة الصدامات التجارية والقرارات الحمائية، موضحًا أن الذهب سيظل في اتجاه تصاعدي طالما بقيت هذه العوامل قائمة.
وأضاف الإدريسي أن خفض أسعار الفائدة أصبح توجهًا عالميًا تقوده البنوك المركزية الكبرى، من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى البنك المركزي الأوروبي، بالإضافة إلى بعض الاقتصادات الناشئة مثل مصر، موضحًا أن هذا التوجه يدفع المستثمرين نحو الذهب كوسيلة لحفظ القيمة في ظل انخفاض العوائد على الودائع والأدوات المالية.
وأشار إلى أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تظل عاملًا رئيسيًا في دعم الأسعار، مضيفًا أن تصاعد الخطاب الحمائي من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وتهديداته بفرض رسوم إضافية أثارت المخاوف في الأسواق، مما دفع رؤوس الأموال نحو الأصول الآمنة.
وأكد الإدريسي أن الذهب أصبح جزءًا أساسيًا من احتياطيات البنوك المركزية؛ في ظل تراجع الثقة بالعملات الورقية، مشيرًا إلى أن جزءًا من زيادة الاحتياطي النقدي في البنك المركزي المصري خلال الفترة السابقة يعود إلى ارتفاع قيمة الذهب وليس إلى دخول عملات أجنبية جديدة.