«إنجازٌ مهدد» منتخب الأردن يواجه التحديات في مسيرته نحو كأس العالم

تترقب الأوساط الرياضية الأردنية بشغف موعد قرعة كأس العالم 2026، المقررة في 5 كانون الأول/ديسمبر المقبل، والتي ستشهد المشاركة الأولى لمنتخب النشامى في المونديال، بعد رحلة تأهل تاريخية وضعت الأردن بين كبار العالم في أكبر حدث كروي على وجه الأرض.

الأنظار تتجه نحو التصنيف الدولي

على الرغم من فرحة التأهل غير المسبوقة، فإن الأنظار تتجه الآن إلى التصنيف الرسمي للفيفا، الذي سيحدد موقع المنتخب الأردني في قرعة المجموعات، في ظل تساؤلات كبيرة حيال أي مستوى سيقع فيه النشامى، ومن هم المنافسون المحتملون في البطولة التي ستُقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بمشاركة 48 منتخبًا لأول مرة في التاريخ.

آلية التصنيف في قرعة كأس العالم

حسب النظام المعتمد من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، سيتم توزيع المنتخبات المشاركة على أربعة مستويات، استنادًا إلى التصنيف العالمي للفيفا الصادر في نوفمبر أو ديسمبر 2025، أي قبل أيام من سحب القرعة. مستوى الأول سيضم المنتخبات الأعلى تصنيفًا بالإضافة إلى الدول المضيفة الثلاث: الولايات المتحدة، كندا، والمكسيك، بينما سيتم ترتيب المستويات الأخرى – الثانية والثالثة والرابعة – تبعًا للتصنيف العالمي، حيث سيساهم ذلك في توزيع المنتخبات بشكل متوازن، لتجنّب تجمع المنتخبات القوية في مجموعة واحدة، مما يجعل موقع كل منتخب في التصنيف عاملاً حاسمًا في تحديد صعوبة مجموعته وفرصه في تجاوز الدور التالي.

موقع الأردن في التصنيف العالمي

في تصنيف شهر أكتوبر الجاري، يحتل منتخب الأردن المركز 66 عالميًا، وفق تصنيف الفيفا، مما يجعله متقدماً على بعض المنتخبات الآسيوية، لكن بُعده عن المراكز الأولى في القارة يظل واضحًا، كما أن المنتخبات الآسيوية المتأهلة للمونديال، مثل اليابان، كوريا الجنوبية، إيران، أستراليا، والسعودية، وقطر تتفوق جميعها عليه في التصنيف بشكل كبير، مما يعني أن النشامى لن يكون في المستويين الأول أو الثاني مطلقًا. ورغم إمكانية تحسين ترتيب الأردن في التصنيف من خلال مباريات ودية قوية قبل موعد القرعة، فإن أقصى ما يمكن أن يصل إليه هو الاقتراب من المستوى الثالث، بينما السيناريو الأقرب هو أن يكون في المستوى الرابع مع المنتخبات الأقل تصنيفًا.

تحديات النشامى والتصنيف الضعيف

إذا ظل ترتيب الأردن قريبًا من مركزه الحالي، فمن المرجح أن يُوضع في المستوى الرابع، جنباً إلى جنب مع منتخبات من قارات أقل تمثيلًا أو ذات تصنيفات متواضعة، وأيضًا مع منتخبات نادراً ما تصل إلى النهائيات أو تشارك للمرة الأولى، وقد تقلصت فرص النشامى في تحسين تصنيفهم، بعد النتائج السلبية التي شهدها توقف أكتوبر الحالي، بخسارته أمام ألبانيا بأربعة أهداف مقابل هدفين، وبوليفيا بهدف دون رد.

منافسون محتملون في القرعة

مع زيادة عدد منتخب كأس العالم إلى 48 منتخبًا، سيضم كل مجموعة 4 منتخبات (12 مجموعة إجمالًا)، سيتأهل أول وثاني كل مجموعة مباشرة إلى دور الـ32، مع إمكانية صعود أفضل 8 منتخبات تحتل المركز الثالث وفق نظام البطولة الجديد، بناءً على السيناريو الواقعي لوضع الأردن في المستوى الرابع، سيكون مرشّحًا لمواجهة منتخبات عملاقة من المستويين الأول والثاني، من المستوى الأول قد يُصطدم النشامى بمنتخبات عالمية مثل الأرجنتين، البرازيل، إنجلترا، بالإضافة إلى أحد المنتخبات المضيفة مثل الولايات المتحدة أو المكسيك، بينما المستوى الثاني قد يضم منتخبات قوية مثل هولندا، كرواتيا، الدنمارك، حال حسمها تأهلها، وجميعها تمثل تحديًا كبيرًا للنشامى، لذا قد تكون مجموعة الأردن نارية بكل المقاييس، تجمع بين بطل عالمي أو أوروبي وفريق آسيوي أو إفريقي قوي، مع منتخب آخر من المتأهلين الجدد أو متوسطي المستوى، ورغم صعوبة المهمة المنتظرة، إلا أن المنتخب الأردني يمتلك بعض المقومات التي قد تمنحه فرصة للظهور بشكل مشرف في أولى مشاركاته المونديالية.

مستقبل السلامي

في ضوء النتائج الكئيبة التي شهدها المنتخب الأردني مؤخرًا، يتزايد الحديث حول مستقبل المدرب المغربي جمال السلامي، الذي قاد النشامى للتأهل للمونديال، ويواجه السلامي انتقادات واسعة بسبب النتائج السلبية في مواجهتي بوليفيا وألبانيا، فضلاً عن استمرار المشاكل الدفاعية التي تعاني منها التشكيلة، إلى جانب تراجع أداء بعض اللاعبين مثل يزن النعيمات وعلي علوان وغيرهم من النجوم، الذين أظهروا مستوياتٍ مرتفعة خلال رحلة التأهل للمونديال أو كأس آسيا، ورغم عدم صدور أي تعليق رسمي من الاتحاد الأردني بشأن مستقبل السلامي، إلا أن أول بطولة رسمية يخوضها النشامى ستكون في كأس العرب خلال الفترة بين 1 إلى 18 ديسمبر المقبل في قطر، وقد تكون هذه البطولة حاسمة بالنسبة لمستقبل السلامي مع المنتخب الأردني، فالظهور المميز سيساعد المدرب المغربي على الحفاظ على منصبه في المرحلة المقبلة.