طالبة من غزة تحتفل بنجاحين استثنائيين الثانوية العامة وانتهاء الحرب

في مشهد مؤثر، احتفلت طالبة فلسطينية من غزة، تدعى “رغد”، بنجاحها الباهر في امتحان الثانوية العامة (التوجيهي)، متزامناً هذا الفرح الكبير مع بشائر انتهاء الحرب التي عصفت بالقطاع، فبدموع لم تتوقف، وبفرحة غامرة، تابعت رغد مع صديقاتها لحظة إعلان النتائج، وما أن تأكد لها حصولها على نسبة 85%، حتى انطلقت هي وصديقاتها في قفزات وبهجة عارمة، لتبدأ بعدها سلسلة من الاحتفالات التي شاركتها مع أحبائها وأهلها، محتفلة بذلك ليس فقط بنجاحها الدراسي، بل أيضاً بصمودها وتجاوزها لظروف لا تُصدق.

رحلة كفاح وإصرار

شاركت إحدى صديقات رغد المقربات، وتدعى إيرينا، شهادة مؤثرة عبر حسابها الخاص، معلقة على فيديو رغد الاحتفالي، حيث أكدت أن تجربة “توجيهي رغد” كانت استثنائية بكل المقاييس، فقد مرت بسنتين كاملتين من التعب والترحال القسري، وفي كل مرة كانت تُجبر عائلتها على النزوح، كانت أول حقيبة تحزمها رغد هي حقيبة كتبها وملازمها الدراسية، ومع كل إشاعة حول تحديد موعد الامتحانات، كانت تأخذ الأمر بجدية تامة، وتُعيد الكرة لتبدأ الدراسة من جديد وكأن الامتحان على الأبواب، في تجسيد حي للإصرار على التعلم.

وأضافت إيرينا أن سنوات طويلة أمضتها رغد في الدراسة، حيث شهدت جميع الزوايا التي لجأت إليها، وكل المخيمات التي استقرت بها، على حجم تعبها، ودموعها، ولحظات اكتئابها، ورغم الجوع والإرهاق الشديدين، لم تتوقف رغد عن الدراسة ليوم واحد، بل ظلت قوية ومحاطة بأشخاص داعمين وسند حقيقي لها، فالجميع كان ينتظر هذه الفرحة بفارغ الصبر منذ عامين، وعن دورها الشخصي، ذكرت إيرينا أنها حرصت طوال أسبوع الامتحانات على تقديم الدعم الكامل لرغد، فطبخت لها كل يوم، ولم تتركها لحظة، وجهزت لها كل ما يلزم من حاجات وأكلات، لتوفير أجواء دعم حقيقية لصديقتها “رغود”.

رسالة أمل وصمود

من جانبها، نشرت رغد عبر حسابها على إنستغرام مقطع فيديو يوثق لحظات احتفالها، وأرفقته بتعليق مؤثر يعكس عمق تجربتها، قائلة: “بعد عامين من الحرب تلقي بِنا النهايات.. بنهايات سعيدة.. تلقي بِي خريجة مُتألقة.. بارك الله في كُل مُقاوم صغير فى بلدى”، في رسالة قوية تجمع بين الفرحة بالإنجاز الأكاديمي والامتنان للصمود الوطني.

احتفال على أنقاض الصمود

لم يكن اختيار رغد لأماكن احتفالها عشوائياً، بل حرصت على التصوير في مواقع متعددة تحمل رمزية خاصة، حيث تظهر في مقاطعها وصورها بين الخيام التي أصبحت ملاذاً للكثيرين، وإلى جانب السيارات المدمرة التي خلفها العدوان، وفي العديد من الأماكن التي شهدت على وحشية الهجوم الإسرائيلي على غزة، لتجعل من نجاحها رسالة أمل وصمود تنطلق من قلب المعاناة.